السؤال
ماذا يعني الكتاب المقدس عندما يتحدث عن البقية الباقية؟
الجواب
البقية هي ما بقي من جزء أو قطعة أكبر، سواء كان طعامًا أو مادة يصنع منها ثوب، أو حتى مجموعة من الناس. على الرغم من أنه يمكن النظر إلى البقية على أنهم فتات لا قيمة له، وهذا هو الحال في كثير من الأحيان، إلا أن الله أعطى قيمة عالية لهؤلاء من شعبه الذين خصصهم لأغراض مقدسة، أولئك الذين وصفهم بأنهم "البقية" في عدة أماكن في الكتاب المقدس. للبدء، تُروى القصة عن دينونة الرب على الآشوريين في سفر إشعياء 10. يقول الله في الآية 12: "أُعَاقِبُ ثَمَرَ عَظَمَةِ قَلْبِ مَلِكِ أَشُّورَ وَفَخْرَ رِفْعَةِ عَيْنَيْهِ". ويتابع قوله في الآيات 17-18: وَيَصِيرُ نُورُ إِسْرَائِيلَ نَارًا وَقُدُّوسُهُ لَهِيبًا، فَيُحْرِقُ وَيَأْكُلُ حَسَكَهُ وَشَوْكَهُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، وَيُفْنِي مَجْدَ وَعْرِهِ وَبُسْتَانِهِ، ٱلنَّفْسَ وَٱلْجَسَدَ جَمِيعًا. فَيَكُونُ كَذَوَبَانِ ٱلْمَرِيضِ".
ثم يروي الله كيف سيعود شعبه إليه نتيجة لهذا الاستعراض الهائل لقوته – أي تدميره الكامل لمعظم أشور: "وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ ٱلْيَوْمِ أَنَّ بَقِيَّةَ إِسْرَائِيلَ وَٱلنَّاجِينَ مِنْ بَيْتِ يَعْقُوبَ لَا يَعُودُونَ يَتَوَكَّلُونَ أَيْضًا عَلَى ضَارِبِهِمْ، بَلْ يَتَوَكَّلُونَ عَلَى ٱلرَّبِّ قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ بِٱلْحَقِّ. تَرْجِعُ ٱلْبَقِيَّةُ، بَقِيَّةُ يَعْقُوبَ، إِلَى ٱللهِ ٱلْقَدِيرِ" (إشعياء 10: 20، 21). ويؤكد لبقية الإسرائيليين أنه لا داعي للخوف من الآشوريين، لأنه سيدمرهم قريبًا.
هناك بقايا أخرى – تلك التي خلفتها مجموعة أكبر – في الكتاب المقدس، على الرغم من أن كلمة بقية لا تستخدم لوصفهم. كان نوح وعائلته هم البقية التي تم خلاصها من الملايين الذين كانوا على الأرض قبل الطوفان (تكوين 6). نجا لوط وابنتاه فقط من دمار سدوم وعمورة، وهذه بقية صغيرة جدًا (تكوين 19). وعندما يئس إيليا من كونه الوحيد الذي بقي في إسرائيل الذي لم يسجد للأصنام، أكد له الله أنه أبقى سبعة آلاف: "كُلَّ ٱلرُّكَبِ ٱلَّتِي لَمْ تَجْثُ لِلْبَعْلِ وَكُلَّ فَمٍ لَمْ يُقَبِّلْهُ" (ملوك الأول 19).
نرى أيضًأ في العهد الجديد اختيار الله السيادي لمن سيخلصهم: "وَإِشَعْيَاءُ يَصْرُخُ مِنْ جِهَةِ إِسْرَائِيلَ: وَإِنْ كَانَ عَدَدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَرَمْلِ ٱلْبَحْرِ، فَٱلْبَقِيَّةُ سَتَخْلُصُ. لِأَنَّهُ مُتَمِّمُ أَمْرٍ وَقَاضٍ بِٱلْبِرِّ. لِأَنَّ ٱلرَّبَّ يَصْنَعُ أَمْرًا مَقْضِيًّا بِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ" (رومية 9: 27-28). وهذا يعني أن أعدادًا كبيرة من بني إسرائيل سوف يتم طردهم. إذا كان المراد خلاص البقية فقط، فلا بد أن يهلك كثيرون، وكانت هذه هي النقطة التي كان بولس يحاول إثباتها. وفي حين أن كلمة "البقية" تعني "ما بقي"، وخاصة ما قد يبقى بعد معركة أو كارثة عظيمة، فهي في هذه الآية تعني "جزء أو جزء صغير". ومن بين العدد الكبير لبني إسرائيل، لن يتبقى سوى عدد قليل جدًا مما يجعل من المناسب القول إنهم كانوا مجرد بقية.
وبالطبع فإن البقية المباركة هي بقية الكنيسة الحقيقية، جسد المسيح، المختار من بين الملايين الذين عاشوا وماتوا على مر القرون. لقد أوضح يسوع أن هذه البقية ستكون صغيرة مقارنة بعدد الناس على الأرض عبر التاريخ. "كثيرون" سيجدون الطريق إلى الهلاك الأبدي، لكن "قليلون" سيجدون الطريق إلى الحياة الأبدية (متى 7: 13-14). نحن الذين نؤمن بيسوع المسيح كربنا ومخلصنا، يمكننا أن نرتاح، بسلام عظيم، في حقيقة كوننا ننتمي إلى "البقية".
English
ماذا يعني الكتاب المقدس عندما يتحدث عن البقية الباقية؟
