السؤال
ماذا يعني أن الشيطان سيُقيَّد لمدة ألف سنة؟
الجواب
لطالما كانت نبوءات نهاية الزمان موضوعًا ساخنًا للنقاش. ولا تزال هناك خلافات حول معنى الآيات النبوية في الكتاب المقدس، لا سيما تلك الواردة في سفر الرؤيا. ومن بين جميع الأحداث المثيرة التي يتناولها هذا السفر، يُعتبر تقييد الشيطان لمدة ألف سنة من أكثر المواضيع التي يتم تناولها ومناقشتها. ونحن نأخذ التفسير الحرفي لفترة الألف سنة التي سيُسجن فيها الشيطان.
انتصار الله السهل
المعركة التي تندلع في هرمجدون هي المقدمة لسجن الشيطان. إذ يعود يسوع ليهزم الوحش والنبي الكذاب والجيوش الضخمة التي تجمعت لتدمير إسرائيل تدميرًا كاملًا. وفي نهاية المعركة، "فَقُبِضَ عَلَى ٱلْوَحْشِ وَٱلنَّبِيِّ ٱلْكَذَّابِ ٱلَّذِي مَعَهُ، ٱلَّذِي صَنَعَ قُدَّامَهُ ٱلْآيَاتِ ٱلَّتِي بِهَا أَضَلَّ ٱلَّذِينَ قَبِلُوا سِمَةَ ٱلْوَحْشِ وَٱلَّذِينَ سَجَدُوا لِصُورَتِهِ. وَطُرِحَا ٱثْنَاهُمَا حَيَّيْنِ إِلَى بُحَيْرَةِ ٱلنَّارِ ٱلْمُتَّقِدَةِ بِٱلْكِبْرِيتِ. وَٱلْبَاقُونَ قُتِلُوا بِسَيْفِ ٱلْجَالِسِ عَلَى ٱلْفَرَسِ، ٱلَّذِي خَرَجَ مِنْ فَمِهِ، وَجَمِيعُ ٱلطُّيُورِ ٱشْبَعَتْ مِنْ لُحُومِهِمْ" (رؤيا 19: 20-21). بمجرد كلمته، ينتصر يسوع (الفارس) فورًا على قوى الشر. قوته واضحة دائمًا في الكتاب المقدس، وانتصاره في معركة هرمجدون هو دليل آخر على أنه هو الرب.
عقوبة السجن لمدة 1,000 سنة
بعد التخلص من الأعداء البشر، يوجه يسوع انتباهه إلى الشيطان. يقول سفر الرؤيا 20: 1-3: "ثُمَّ رَأَيْتُ مَلَاكًا نَازِلًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَعَهُ مِفْتَاحُ ٱلْهَاوِيَةِ وَسِلْسِلَةٌ عَظِيمَةٌ عَلَى يَدِهِ، فَقَبَضَ عَلَى ٱلتِّنِّينِ، ٱلْحَيَّةِ ٱلْقَدِيمَةِ، ٱلَّذِي هُوَ إِبْلِيسُ وَٱلشَّيْطَانُ، وَقَيَّدَهُ أَلْفَ سَنَةٍ، وَطَرَحَهُ فِي ٱلْهَاوِيَةِ وَأَغْلَقَ عَلَيْهِ وَخَتَمَ عَلَيْهِ، لِكَيْ لَا يُضِلَّ ٱلْأُمَمَ فِي مَا بَعْدُ حَتَّى تَتِمَّ ٱلْأَلْفُ ٱلسَّنَةِ. وَبَعْدَ ذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ يُحَلَّ زَمَانًا يَسِيرًا." تُعرف هذه الفترة الألفية باسم "الملك الألفي". وخلال هذا الوقت، لن يكون للشيطان أي تأثير على سكان الأرض.
سكان الأرض خلال الملك الألفي
هناك فئتان من الناس ستسكنان الأرض خلال الملك الألفي، حيث يكون الشيطان مقيدًا لمدة ألف سنة:
الذين لهم أجساد ممجدة – هؤلاء هم الكنيسة والشهداء الذين قُتلوا خلال الضيقة العظيمة وأقيموا من الأموات (رؤيا 20: 4-6).
الذين لهم أجساد بشرية – هؤلاء هم الذين نجوا من الضيقة العظيمة ودخلوا في الملك الألفي وهم لا يزالون في أجسادهم الطبيعية.
حرية الاختيار خلال الملك الألفي
قد يعتقد البعض أنه لا شيء يمكن أن يسوء خلال هذه الألف سنة، نظرًا لعدم وجود تأثير للشيطان. لكن حتى في الملك الألفي، سيمنح الله الناس حرية الاختيار بين قبوله أو رفضه. فخلال هذه الفترة، سيستمر أولئك الذين في الأجساد الطبيعية في إنجاب الأطفال، وسيكون هناك العديد من الناس الذين سيُطلب منهم اتخاذ قرار بشأن إيمانهم.
في نهاية الألف سنة، سيتم إطلاق سراح الشيطان من الهاوية، وسينجح في خداع الأمم مرة أخرى، مما يؤدي إلى تمرد كبير ضد الله (رؤيا 20: 7-9). ومع ذلك، فإن هذا التمرد لن يدوم طويلًا، لأن "نَزَلَتْ نَارٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُمْ" (رؤيا 20: 9).
الخاتمة
بينما يكون الشيطان مقيدًا لمدة ألف سنة، يمنح الله فرصة أخيرة لأولئك الذين وُلدوا خلال هذه الفترة لاختيار الإيمان به. وخلال الملك الألفي، يُظهر الله أن الإنسان، حتى في غياب المجرب (الشيطان)، لا يزال لديه قلب مخادع، كما ورد في إرميا 17: 9: "ٱلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ فَاسِدٌ جِدًّا، مَنْ يَعْرِفُهُ؟".
English
ماذا يعني أن الشيطان سيُقيَّد لمدة ألف سنة؟
