السؤال
أين سيعود يسوع؟
الجواب
بلا شك، يعد سؤال "متى سيعود يسوع؟" أحد أكبر الأسئلة في المسيحية. حتى نظرة عابرة إلى الأخبار المسائية تجعل من الواضح أن العالم في حاجة ماسة إلى عودة المخلص القائم من بين الأموات. ولكن هناك سؤال مهم آخر: "أين سيعود يسوع؟" يبدو أن الكتاب المقدس يشير إلى أن الموقع الدقيق للمجيء الثاني ليسوع سيكون جبل الزيتون.
عظة الزيتون
يُسجل إنجيل متى نقاشًا مهمًا أجراه يسوع مع تلاميذه على جبل الزيتون، وهو سلسلة من التلال الجيرية شرقي البلدة القديمة في القدس، عبر وادي قدرون. يُعرف هذا الحديث أو الخطبة باسم "عظة الزيتون"، وكان موضوعها المركزي هو نهاية العالم كما عرفوه. كان الدافع لهذا الحديث هو سؤال التلاميذ ليسوع: "متى يكون هذا [دمار الهيكل]، وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟" (متى 24: 3).
بعد ذلك، بدأ يسوع يتحدث عن عودته في ذلك اليوم، وقدم هذا الوصف: "كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب، هكذا يكون أيضًا مجيء ابن الإنسان" (متى 24: 27). يوضح يسوع أن مجيئه لن يكون مثل أي إنسان عادي—بل سيأتي بسرعة، وسطوع، وقوة، وسيراه العالم كله (راجع الآية 30).
ماذا سيفعل يسوع عند عودته؟
في أماكن أخرى من الكتاب المقدس، نجد أدلة أخرى حول مكان عودة يسوع. سيكون أول أمر سيتعامل معه عند عودته هو القوات المجتمعة لهزيمة إسرائيل. يخبرنا زكريا 14: 2: "وأجمع كل الأمم على أورشليم للمحاربة، فتُؤخذ المدينة وتُنهب البيوت". ويذكر رؤيا 16: 14 و16 أن "المعركة في اليوم العظيم لله القادر على كل شيء" ستكون في "المكان الذي يُدعى بالعبرانية هرمجدون".
الموقع الدقيق لهرمجدون غير واضح، إذ لا يوجد جبل محدد يحمل اسم "مجدّو". لكن تحليل المصطلح يقود إلى معنى "التل"، والأرجح أنه يشير إلى المنطقة الجبلية المحيطة بسهل مجدّو، التي تقع على بعد حوالي 60 ميلاً شمال القدس.
بمجرد أن يعود يسوع إلى الأرض، سيبدأ في هزيمة هذا التحالف من الأمم الذي يسعى للقضاء على شعبه المحبوب، إسرائيل. كما ورد في زكريا 14، فإن السبب الذي يجعل الله يجمعهم في مكان واحد هو لكي يحاربهم جميعًا دفعة واحدة، وهي استراتيجية سيفهمها أي قائد عسكري. لكن "المعركة" ليست صراعًا حقيقيًا، إذ يصف رؤيا 19: 21 كيف يتم القضاء على أعداء الله بالكلمة الخارجة من فم الراكب على الفرس—بمعنى آخر، يسوع ينتصر بمجرد أن يتكلم. انتهت المعركة قبل أن تبدأ.
أين بالضبط سيقف يسوع؟
بعد انتصاره العظيم على الأمم المهاجمة، سيقف يسوع في موقع محدد. يقول زكريا 14: 4: "وتقف قدماه في ذلك اليوم على جبل الزيتون الذي قدام أورشليم من الشرق، فينشق جبل الزيتون من الشرق إلى الغرب وادٍ عظيم جدًا، وينتقل نصف الجبل نحو الشمال، ونصفه نحو الجنوب".
جبل الزيتون هو المكان المثالي لعودة يسوع، ليس فقط لأنه المكان الذي ألقى فيه عظة الزيتون لتلاميذه، ولكن أيضًا لأنه المكان الذي صعد منه إلى السماء بعد قيامته (أعمال الرسل 1:1-10).
English
أين سيعود يسوع؟
