الجواب:
قانون الإيمان الأثناسيوسي (المعروف باللاتينية باسم Quicumque vult) هو ملخص مبكر للعقيدة المسيحية. ويُعتقد تقليديًا أن كاتبه أثناسيوس، رئيس أساقفة الإسكندرية، الذي عاش في القرن الرابع الميلادي. ومع ذلك، يعترض بعض المؤرخين والعلماء على هذه النظرة التقليدية من جهة الكاتب. يبدو أن قانون الإيمان الأثناسيوسي قد كُتب في المقام الأول لدحض البدع المتعلقة بألوهية يسوع المسيح وإنسانيته، مثل الأريوسية والنسطورية والمونوفيزيتية. ينص قانون الإيمان الأثناسيوسي تقليديًا على ما يلي:
"من يريد أن يخلص عليه قبل كل شيء أن يتمسك بالإيمان الكاثوليكي. ومن لا يحفظه كاملًا ومقدّسًا فلا شك أنه يهلك إلى الأبد. والآن هذا هو الإيمان الكاثوليكي:
"نحن نعبد إلهًا واحدًا في ثالوث، وثالوثًا في وحدة، لا يخلط بين الأقانيم ولا يقسّم الكائن الإلهي. لأن الآب أقنوم، والابن أقنوم آخر، والروح أقنوم آخر. لكن ألوهية الآب والابن والروح القدس واحدة، متساوية في المجد، وأزلية في الجلال. ما هو الآب، هو الابن، وكذلك الروح القدس. الآب غير مخلوق. الابن غير مخلوق. غير مخلوق هو الروح. الآب غير محدود؛ الابن غير محدود. الروح القدس غير محدود. الآب أبدي. الابن أبدي. الروح أبدي: ومع ذلك، ليس هناك ثلاثة كائنات أبدية، بل كائن واحد أبدي؛ إذ ليس هناك ثلاثة كائنات غير مخلوقة وغير محدودة، بل كائن واحد غير مخلوق وغير محدود. الآب كلي القدرة، الابن كلي القدرة، الروح كلي القدرة: ومع ذلك، ليس هناك ثلاثة كائنات كلية القدرة، بل كائن واحد كلي القدرة. وهكذا فإن الآب هو الله. الابن هو الله. الروح القدس هو الله: ولكن ليس ثلاثة آلهة بل إله واحد. هكذا الآب هو الرب. الابن هو الرب. الروح القدس هو الرب: ولكن ليس ثلاثة أرباب بل رب واحد.
"بما أن الحق المسيحي يجبرنا على الاعتراف بكل أقنوم متميز باعتباره الله والرب، فهكذا يمنعنا الدين الكاثوليكي من القول بأن هناك ثلاثة آلهة أو أرباب. لم يكن الآب مصنوعًا ولا مخلوقًا ولا مولودًا؛ الابن لم يُصنع ولم يُخلق، بل هو وحده المولود من الآب؛ الروح لم يكن مصنوعًا ولا مخلوقا، بل منبثق من الآب والابن. إذن هناك آب واحد وليس ثلاثة آباء. ابن واحد وليس ثلاثة أبناء. روح قدس واحد وليس ثلاثة أرواح. وفي هذا الثالوث ليس أحد قبل أو بعد، أكبر أو أقل من الآخر؛ لكن الأقانيم الثلاثة جميعها في ذاتها أزلية ومتساوية؛ ولذا يجب علينا أن نعبد الثالوث في الوحدة والإله الواحد في ثلاثة أقانيم. ومن يريد أن يخلص فليفكر هكذا في الثالوث. ومن الضروري للخلاص الأبدي أن يؤمن الإنسان أيضًا إيمانًا صادقًا أن ربنا يسوع المسيح صار جسدًا.
"لأن هذا هو الإيمان الحقيقي الذي نؤمن به ونعترف به: أن ربنا يسوع المسيح، ابن الله، هو إله وإنسان معًا. إنه الله، المولود قبل كل العوالم من كائن الآب، وهو الإنسان، المولود في العالم من كائن أمه – موجود بالكامل كإله، وكإنسان كامل له نفس عاقلة وجسد بشري؛ مساوٍ للآب في اللاهوت، خاضع للآب في الإنسانية. ومع أنه إله وإنسان، إلا أنه غير منقسم، بل هو مسيح واحد. إنه متحد لأن الله قد اتخذ الإنسانية في ذاته؛ فهو لا يحول الإله إلى إنسان. فهو واحد تمامًا في وحدة شخصه، دون أن يخلط بين طبائعه. لأنه كما أن النفس الناطقة والجسد هما شخص واحد، كذلك المسيح الواحد هو إله وإنسان.
"لقد تألم من أجل خلاصنا. ونزل إلى الجحيم وقام من بين الأموات. وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الآب. وسوف يأتي مرة أخرى ليدين الأحياء والأموات. وعند مجيئه سيقوم جميع الناس بالجسد ليقدموا حسابًا عن أعمالهم. الذين عملوا الصالحات سيدخلون الحياة الأبدية، والذين عملوا السيئات سيدخلون النار الأبدية. هذا هو الإيمان الكاثوليكي. لا يمكن للمرء أن يخلص دون أن يؤمن بهذا بحزم وإخلاص.
في حين أن قانون الإيمان الأثناسيوسي هو ملخص جيد للعقيدة المسيحية فيما يتعلق بموضوعات الثالوث وألوهية/إنسانية يسوع المسيح، إلا أن قانون الإيمان الأثناسيوسي يتطلّب الإيمان بكل مبادئه من أجل الخلاص. وبينما نتفق مع هذه المبادئ، فإننا لا نعتقد أن جميعها إلزامية للخلاص.
