الجواب:
يُعرّف أحد القواميس القناعة بأنها "حالة الرضا العقلي أو النفسي عن الأشياء كما هي". من النادر اليوم أن نجد شخصًا راضيًا حقًا عن وضعه في الحياة. يقول الكتاب المقدس الكثير ليقوله عن القناعة – الرضا بما لدينا، ومن نحن، وإلى أين نذهب. قال يسوع: "لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: لَا تَهْتَمُّوا لِحَيَاتِكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَبِمَا تَشْرَبُونَ، وَلَا لِأَجْسَادِكُمْ بِمَا تَلْبَسُونَ. أَلَيْسَتِ ٱلْحَيَاةُ أَفْضَلَ مِنَ ٱلطَّعَامِ، وَٱلْجَسَدُ أَفْضَلَ مِنَ ٱللِّبَاسِ؟" (متى 6: 25).
في جوهر الأمر، يطلب منا يسوع أن نكتفي بما لدينا. علاوة على ذلك، فقد أعطانا وصية مباشرة ألا نقلق بشأن أمور هذا العالم. ثم يضيف: "هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا ٱلْأُمَمُ. لِأَنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. لَكِنِ ٱطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ ٱللهِ وَبِرَّهُ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ" (متى 6: 32-33). يمكننا أن نستنتج من كلمات يسوع أن عدم القناعة خطية تضعنا في نفس فئة أولئك الذين لا يعرفون الله.
كان الرسول بولس رجلاً تألم وحرم من وسائل الراحة في الحياة أكثر مما يتصور معظم الناس (كورنثوس الثانية 23:11-28). ومع ذلك فقد عرف سر القناعة: "أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ ٱلْأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ. أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي ٱلْمَسِيحِ ٱلَّذِي يُقَوِّينِي" (فيلبي 4: 12-13). ويضيف كاتب الرسالة إلى العبرانيين: "لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ ٱلْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لِأَنَّهُ قَالَ: لَا أُهْمِلُكَ وَلَا أَتْرُكُكَ، حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ: ٱلرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلَا أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إِنْسَانٌ؟" (عبرانيين 13: 5-6).
ومع ذلك، يستمر الناس في السعي وراء المزيد من أشياء هذا العالم، ولا يكتفون أبدًا بنصيبهم في الحياة. يجسد الملصق الذي يحمل عبارة: "من يملك أكبر عدد من الألعاب يفوز!" رغبة العالم الشديدة لامتلاك المزيد والمزيد. قال سليمان، أحكم وأغنى رجل على الإطلاق، "مَنْ يُحِبُّ ٱلْفِضَّةَ لَا يَشْبَعُ مِنَ ٱلْفِضَّةِ، وَمَنْ يُحِبُّ ٱلثَّرْوَةَ لَا يَشْبَعُ مِنْ دَخْلٍ. هَذَا أَيْضًا بَاطِلٌ" (جامعة 5: 10).
القلق يعني أننا لا نثق في الله. ومفتاح التغلب على عدم القناعة وقلة إيماننا هو معرفة من هو الله حقًا وكيف كان أمينًا في تلبية احتياجات شعبه في الماضي. مثل هذه الدراسة سوف تنمي ايمان الفرد وثقته في المستقبل. قالها الرسول بطرس بإيجاز: "فَتَوَاضَعُوا تَحْتَ يَدِ ٱللهِ ٱلْقَوِيَّةِ لِكَيْ يَرْفَعَكُمْ فِي حِينِهِ، مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ" (بطرس الأولى 5: 6-7).