الجواب:
هناك عدة طرق مختلفة يمكننا استخدامها لدراسة الكتاب المقدس بطريقة منظمة أو منهجية. سنقوم بتصنيفها إلى فئتين رئيسيتين في هذه المقالة: دراسة الأسفار ودراسة الموضوعات. من المهم أن ندرك قبل مناقشة الأنواع المختلفة لطرق دراسة الكتاب المقدس، أن كل منها تشترك في أشياء معينة ويجب أن تتبع قواعد أو مبادئ تأويلية معينة لتجنب إساءة تفسير ما يقوله الكتاب المقدس. على سبيل المثال، أيا ما كانت طريقة دراسة الكتاب المقدس التي نستخدمها، فمن المهم أن تأخذ الدراسة في الاعتبار سياق الموضوع أو الآية التي تتم دراستها بعناية، سواء في السياق المباشر للفصل أو السفر نفسه أو ضمن السياق العام للكتاب المقدس. يجب أن يكون هدفنا الأول هو فهم المعنى الأصلي أو المقصود للمقطع. بمعنى آخر، ما هو المعنى الذي قصده الكاتب البشري، وكيف كان جمهوره الأصلي سيفهم ما كتبه؟ يعترف هذا المبدأ بأن الكتاب المقدس لم يُكتب في فراغ، ولكنه وثيقة تاريخية كُتبت في نقطة معينة من التاريخ مع وجود جمهور محدد في الاعتبار لغرض معين. وبعد فهم المعنى الحقيقي للمقطع، يجب أن نسعى لفهم كيف ينطبق علينا اليوم.
دراسة الأسفار: تركز طريقة دراسة الكتاب المقدس هذه إما على سفر كامل في الكتاب المقدس أو جزء محدد من سفر، مثل اصحاح معين، أو مجموعة من الآيات، أو آية واحدة. المبادئ والأهداف الخاصة بالدراسة هي نفسها بالنسبة لدراسة الإصحاح كله أو آية بآية أو الدراسة الشاملة للسفر. على سبيل المثال، في حالة القيام بدراسة شاملة للسفر، يجب علينا بالضرورة أيضًا دراسة سياق الاصحاحات والآيات الفردية. وبالمثل، من أجل دراسة آية معينة بشكل صحيح، نحتاج أيضًا إلى دراسة الرسالة العامة للإصحاح والسفر الذي توجد فيه الآية. وبالطبع، سواء على مستوى دراسة آية فردية أو سفر بأكمله، يجب علينا أن نضع في اعتبارنا دائمًا السياق العام للكتاب المقدس بأكمله أيضًا.
دراسة الموضوعات: هناك العديد من أنواع الدراسات الموضوعية. بعض الأمثلة تشمل دراسة السيرة الذاتية، حيث ندرس كل ما يقوله الكتاب المقدس عن شخص معين؛ دراسة الكلمات، حيث ندرس كل ما يقوله الكتاب المقدس عن كلمة أو موضوع معين؛ والدراسات الجغرافية، حيث نتعلم كل ما في وسعنا عن مدينة أو بلد أو أمة معينة مذكورة في الكتاب المقدس. تعتبر الدراسات الموضوعية مهمة لفهم جميع تعاليم الكتاب المقدس حول موضوع معين. ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين من أن الاستنتاجات المستخلصة من دراسة موضوعية لا تأتي من إخراج الآيات من سياقها الأصلي من أجل الإشارة إلى معنى لا يمكن دعمه من خلال دراسة الآية أو دراسة الكتاب. تساعد الدراسات الموضوعية في تنظيم وفهم ما يعلمه الكتاب المقدس بشكل منهجي حول مواضيع معينة.
من المفيد حقًا استخدام طرق مختلفة لدراسة الكتاب المقدس في أوقات مختلفة. قد نرغب أحيانًا في تخصيص وقت طويل لدراسة سفر معين بينما في أوقات أخرى يمكننا الاستفادة بشكل كبير من إجراء نوع من الدراسة الموضوعية. أيًا كان نوع الدراسة التي نقوم بها، يجب أن نتبع الخطوات الأساسية التالية: 1) الملاحظة: ماذا يقول الكتاب المقدس؟ - 2) التفسير: ماذا يقصد الكتاب المقدس؟ - 3) التطبيق: كيف تنطبق هذه الحقيقة الكتابية على حياتي، أو كيف ترتبط هذه الفقرة بالوقت الحالي؟ بغض النظر عن الطريقة التي نستخدمها في دراسة الكتاب المقدس، يجب أن نكون حريصين على تفسير كلمة الله بشكل صحيح حتى نكون عاملين لا نخزى (تيموثاوس الثانية 2: 15).