الجواب:
علم الدفاعيات المسيحي هو علم الدفاع عن الإيمان المسيحي. فيوجد الكثيرين الذين يتشككون في وجود الله و/أو الذين يقومون بمهاجمة الإيمان بالله والكتاب المقدس. ويوجد الكثير من النقاد الذين يهاجمون وحي وعصمة الكتاب المقدس. كما يوجد العديد من المعلمين الكذبة الذين يعملون على نشر التعليم الكاذب وإنكار الحقائق الأساسية في الدين المسيحي. وهدف علم الدفاعيات المسيحي هو مقاومة تلك الحركات ونشر الإيمان المسيحي بالله.
ربما تكون الآية الكتابية الرئيسية التي يقوم عليها علم الدفاعيات المسيحي هي الموجودة في رسالة بطرس الأولى 15:3 "بَلْ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِلَهَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِماً لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الَّذِي فِيكُمْ بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ". فلا يوجد أي عذر للمؤمن في عدم قدرته على الدفاع عن إيمانه. فينبغي أن يتمكن كل مؤمن من تقديم وشرح عقيدته المسيحية للآخرين. ونحن لا نعتقد أنه ينبغي أن يكون كل مؤمن خبيراً في علم الدفاعيات المسيحي، بل أن يعرف المؤمن ما يؤمن به، ولماذا يؤمن، وكيفية مشاركة إيمانه مع الآخرين، وكيفية الدفاع عن إيمانه عنه ضد الكذب والإفتراء.
جانب آخر من علم الدفاعيات المسيحي والذي يندر عادة التحدث عنه، موجود في الجزء الأخير من رسالة بطرس الأولى 15:3، "...... بِوَدَاعَةٍ وَخَوْفٍ". فالدفاع عن الإيمان المسيحي لا يجب أن يكون أبداً بفظاظة أو غضب أو عدم إحترام. فحين ندافع عن الإيمان المسيحي يجب أن نكون أقوياء في دفاعنا وفي نفس الوقت متمثلين بالمسيح في أسلوب دفاعنا. فإن تفوقنا في مناقشة ما ولكن كانت نتيجة أسلوبنا أن يزداد الشخص الآخر إبتعاداَ عن المسيح، نكون قد خسرنا الهدف الحقيقي من الدفاعيات المسيحية.
توجد طريقتين أساسيتين في الدفاعيات المسيحية. الطريقة الأولى، وهي المعروفة بالدفاعيات الكلاسيكية، وتتضمن تقديم الأدلة والبراهين لإثبات صحة المسيحية. والطريقة الثانية، وهي المعروفة بالدفاعيات "الفرضية"، وتتضمن مواجهة الافتراضات (الأفكار والمفاهيم المسبقة) وراء مناهضة المسيحية. وكثيراً ما يجادل مؤيدي كل طريقة، مع مؤيدي الطريقة الأخرى حول أيهما هي الطريقة الأكثر فاعلية. ولكن، يبدو أنه من الأفضل كثيراً إستخدام الطريقتين بحسب الشخص والظروف.
ببساطة يقدم علم الدفاعيات المسيحي دفاع منطقي عن العقيدة المسيحية والإيمان المسيحي للذين يشككون في صحته. وتعتبر الدفاعيات المسيحية جزء هام من حياتنا المسيحية. فالكتاب المقدس يأمرنا بأن نكون مستعدين ومؤهلين لإعلان إنجيل المسيح والدفاع عن إيماننا (متى 18:28-20؛ بطرس الأولى 15:3). هذا إذاً هو جوهر علم الدفاعيات المسيحي.