الجواب:
يوصينا الكتاب المقدس "ٱنْمُوا فِي ٱلنِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ” (بطرس الثانية 3: 18). هذا النمو هو نمو روحي، نمو في الإيمان.
نحن نولد مرة ثانية روحيًا في عائلة الله في اللحظة التي نقبل فيها المسيح كمخلصنا. ولكن مثلما يحتاج المولود الجديد إلى حليب مغذي للنمو والتطور السليم، كذلك يحتاج الطفل في الايمان المسيحي إلى طعام روحي للنمو. "وَكَأَطْفَالٍ مَوْلُودِينَ ٱلْآنَ، ٱشْتَهُوا ٱللَّبَنَ ٱلْعَقْلِيَّ ٱلْعَدِيمَ ٱلْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ، إِنْ كُنْتُمْ قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ ٱلرَّبَّ صَالِحٌ" (بطرس الأولى 2: 2-3). يُستخدم اللبن في العهد الجديد كرمز لما هو أساسي في الحياة المسيحية.
ولكن مع نمو الطفل، يتغير نظامه الغذائي ليشمل أيضًا الأطعمة الصلبة. وفي ضوء هذه الحقيقة، اقرأ كيف حذر كاتب رسالة العبرانيين المؤمنين: "لِأَنَّكُمْ -إِذْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ لِسَبَبِ طُولِ ٱلزَّمَانِ- تَحْتَاجُونَ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ مَا هِيَ أَرْكَانُ بَدَاءَةِ أَقْوَالِ ٱللهِ، وَصِرْتُمْ مُحْتَاجِينَ إِلَى ٱللَّبَنِ، لَا إِلَى طَعَامٍ قَوِيٍّ. لِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ ٱللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ ٱلْخِبْرَةِ فِي كَلَامِ ٱلْبِرِّ لِأَنَّهُ طِفْلٌ وَأَمَّا ٱلطَّعَامُ ٱلْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، ٱلَّذِينَ بِسَبَبِ ٱلتَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ ٱلْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى ٱلتَّمْيِيزِ بَيْنَ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ" (عبرانيين 5: 12 - 14). رأى بولس نفس المشكلة لدى مؤمني كورنثوس. لم يكونوا قد كبروا في إيمانهم، وكان بإمكانه فقط أن يمنحهم "اللبن" لأنهم لم يكونوا مستعدين للطعام الصلب (كورنثوس الأولى 3: 1-3).
تنتهي المقارنة بين الطفل الرضيع والطفل الروحي عندما ندرك كيف ينضج كل طفل منهما. الطفل البشري يأخذ طعامه من والديه ويكون نموه تلقائيًا. لكن الشخص حديث الايمان (الطفل في الايمان) لن ينمو إلا بقدر ما يقرأ كلمة الله ويطيعها ويطبقها في حياته عن قصد. النمو متروك له. هناك مؤمنون نالوا الخلاص منذ سنوات عديدة، لكنهم ما زالوا أطفالًا روحيًا. ولا يستطيعون فهم الحقائق الأعمق لكلمة الله.
ما الذي يجب أن يتكون منه النظام الغذائي الروحي؟ كلمة الله! الحقائق التي يُعلّمها الكتاب المقدس هي طعام غني للمؤمنين. كتب بطرس أن الله أعطانا كل ما نحتاجه للحياة من خلال معرفتنا (المتزايدة) به. اقرأ بعناية رسالة بطرس الثانية 1: 3-11 حيث يسرد بطرس الصفات الشخصية التي يجب إضافتها إلى نقطة بداية إيماننا من أجل تحقيق النضج وتكون لنا سعة الدخول إلى ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الأبدي.