السؤال: هل قام الكتاب المقدس بنسخ قصة الطوفان من الأساطير والخرافات الأخرى؟
الجواب:
صحيح أنه توجد العديد من أوجه التشابه المذهلة بين رواية الطوفان في سفر التكوين وملحمة جلجامش البابلية وأيضًا ملحمة أتراحاسس البابلية. في الواقع، تم الحفاظ على المئات من القصص التراثية المرتبطة بالفيضانات في جميع أنحاء العالم، مع تزايد هذه القصص في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأستراليا، بالإضافة إلى كل من الأمريكتين، وتوجد أوجه تشابه بين رواية سفر التكوين مع معظمها. من بين قصص الفيضانات التراثية التي بقيت حتى الوقت الحاضر، يصف حوالي 95% منها طوفانًا كارثيًا عالميًا، ويحكي 88% منها عن عائلة مفضلة من البشر تم إنقاذها من الغرق لإعادة تأسيس الجنس البشري بعد الطوفان، ويقول 66% منها أنه تم تحذير تلك العائلة مسبقًا من الكارثة القادمة، يلوم 66% شر الإنسان على الطوفان، و70% يسجلون كون سفينة هي الوسيلة التي من خلالها نجت العائلة المختارة (والحيوانات) من الطوفان. ويذكر أكثر من ثلث هذه التقاليد إرسال الطيور من القارب.
وبما أن كل ثقافات العالم انحدرت مباشرة من الناجين من الطوفان، فمن المنطقي أن تكون قصص هذا الحدث الصادم كثيرة وشائعة أيضًا، حيث تم تناقلها من جيل إلى جيل. هذا هو ما حدث بالتأكيد. العديد من هذه القصص التراثية متسقة بشكل ملحوظ، مع الأخذ في الاعتبار العزلة النسبية للثقافات، وطول الفترة الزمنية التي انقضت منذ الطوفان، وميل الإنسان إلى تجميل القصص والمبالغة فيها وتشويهها بمرور الوقت. يبدو أن الروايات البابلية والكتابية عن الطوفان تمثل روايات مكررة ومتطابقة بشكل أساسي عن قصة الطوفان.
يريد المتشككون أن يتخيلوا أنه لم يكن هناك في الواقع أي طوفان وأن رواية الكتاب المقدس عن الطوفان مستعارة من أسطورة بابلية. ويبدو أن الأدلة تشير إلى خلاف ذلك: ففي الواقع، كان هناك طوفان كارثي عالمي، وتشهد العديد من الروايات القديمة المماثلة عن صحة الرواية الكتابية. بالإضافة إلى الأدلة التاريخية الوفيرة، هناك ثروة من الأدلة المادية لصالح تاريخية الفيضان. من المؤكد أن الطوفان في أيام نوح كان حدثاً تاريخيًا حقيقيًا، والرواية الكتابية عما حدث جديرة بالثقة.