الجواب:
كلا، المسيح والشيطان ليسا أخوين. المسيح هو الله والشيطان هو أحد خلائقه. ولا يقف الأمر عند كونهما ليسا أخوين، بل هما مختلفين إختلاف الليل عن النهار. المسيح هو الله المتجسد – الأبدي، كلي المعرفة، كلي القدرة في حين أن الشيطان هو ملاك ساقط خلقه الله حسب قصده. إن التعليم بأن المسيح والشيطان "إخوة بالروح" هو واحد من العقائد الكاذبة لدى المورمون (قديسي الأيام الأخيرة)، وإلى حد ما يشترك فيها معهم شهود يهوه. والتسمية الصحيحة لهذه المجموعات هو أنها بدع حيث ينكرون العقيدة المسيحية الجوهرية. ففي حين يستخدمون المصطلحات المسيحية مثل المسيح، الله، الخلاص، إلا أن لهم آراء وتعاليم هرطقية بشأن العقائد المسيحية الأساسية والجوهرية. (الرجاء ملاحظة أن غالبية المورمون اليوم ينكرون بشدة أنهم يؤمنون بكون المسيح والشيطان إخوة. ولكن هذا التعليم، كان بكل تأكيد من معتقدات المورمون الأولين).
إن التعليم بأن المسيح والشيطان "إخوة بالروح" ينبع من سوء فهم المورمون وتشويههم للكلمة المقدسة بالإضافة إلى بعض التعاليم غير الكتابية التي يؤمنون بمصداقيتها وسلطانها. ببساطة، لا توجد طريقة لقراءة الكتاب المقدس مع إستخدام أي من مباديء التفسير فتصل إلى فكرة أن المسيح والشيطان "إخوة روحيين". إن الكتاب المقدس واضح جداً حول كون المسيح هو الله، وليس بأي شكل إله أقل مرتبة كما يؤمن المورمون والبدع الأخرى. كما أن الكتاب المقدس واضح جداً أن الله يسمو فوق خليقته مما يعني ببساطة أنه لا توجد مقارنة بين المسيح الخالق والشيطان خليقته.
يؤمن المورمون أن المسيح كان أول "إبن روحي" يولد لله الآب السماوي من واحدة من زوجاته المتعددات. وبدلاً من الإعتراف بالمسيح كالإله الواحد الحقيقي، فإنهم يؤمنون أنه صار إلهاً، كما أنهم هم سيصبحون آلهة في يوم ما. وفقاً لعقيدة المورمون، فإنه بإعتبار المسيح بكر "الأولاد الروحيين" لله، فهو يتفوق على الشيطان أو لوسيفر الذي كان ثاني "أبناء الله" و"الأخ الروحي" للمسيح. ومن السخرية أنهم يستخدمون ما جاء في رسالة كولوسي 1: 15 كأحد "النصوص الدالة" لأنه يقول: "اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ." ولكنهم يتجاهلون الآية 16 حيث نجد أنه "فِيهِ (أي في المسيح) خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ." كل الأشياء – العروش، السيادات، الرياسات والسلاطين – وهذا يشمل الشيطان وجنوده.
إن الإيمان بأن المسيح والشيطان هم "إخوة بالروح" يستلزم إنكار التعليم الواضح في الكتاب المقدس. فكلمة الله واضحة جداً بأن المسيح هو الذي خلق كل شيء، ولكونه الأقنوم الثاني في الثالوث المقدس، فإنه هو الله. لقد قال المسيح أنه هو الله في العديد من المقاطع الكتابية. ففي يوحنا 10: 30 قال الرب يسوع: "أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ". لم يكن المسيح يزعم أنه إله آخر أقل مرتبة. بل كان يعلن أنه هو الله. في يوحنا 1: 1-5 واضح أن المسيح لم يكن كائناً مخلوقاً وأنه هو الذي خلق كل الأشياء بنفسه. "كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ." (يوحنا 1: 3). هل يوجد أوضح من هذا؟ "كل شيء" يعني بالضبط ذلك، وهذا يشمل الشيطان الذي كان ملاكاً مخلوقاً مثل باقي الملائكة والشياطين. ويكشف الكتاب المقدس أن الشيطان هو ملاك ساقط تمرد على الله وعلى كون المسيح هو الله. العلاقة الوحيدة بين الشيطان والمسيح هي العلاقة بين خالق الخليقة، والديان البار يسوع المسيح وبين الشيطان الكائن المخلوق الخاطيء.
وعلى نهج المورمون فإن شهود يهوه أيضاً يؤمنون أن المسيح والشيطان إخوة بالروح. وفي حين يحاول بعض المورمون وشهود يهوه تجنب هذه العقيدة لأنها تتعارض مع ما يقوله الكتاب المقدس إلا أن هذا هو ما تؤمن به هذه المنظمات وهو جزء من تعاليمها الرسمية.
لا يؤمن المورمون فقط بكون المسيح ولوسيفر "أبناء إلوهيم الروحيين"، بل أيضاً أن البشر هم أبناء روحيين أيضاً. بكلمات أخرى، هم يؤمنون أن "الله والملائكة والبشر كلهم نفس الجنس، عرق واحد، عائلة واحدة كبيرة." لهذا هم يؤمنون أنهم في يوم ما سيصبحون آلهة مثل المسيح أو الله الآب. وبدلاً من إدراك الفرق الكتابي بين الله والخليقة، فإنهم يؤمنون أنه في يوم ما سيصبحون آلهة. بالطبع هذه هي نفس الكذبة القديمة التي يكررها الشيطان منذ جنة عدن (تكوين 3: 15). ومن الواضح أن الإستيلاء على عرش الله هو مرض مستوطن في قلوب البشر.
في إنجيل متى 16: 15 طرح المسيح السؤال المهم: "وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟" هذا سؤال ضروري للخلاص ويخطيء المورمون وشهود يهوه في إجابتهم له. فإجابتهم بأن المسيح هو الأخ بالروح للشيطان هي إجابة خاطئة. المسيح هو إبن الله، وفيه حل ملء الثالوث في الجسد (كولوسي 2: 9). هو من خلق الشيطان وسوف يطرحه في البحيرة المتقدة بالنار كعقاب عادل على تمرده ضد الله. وللأسف فإن كل من صدقوا أكاذيب إبليس سوف يطرحون في بحيرة النار مع إبليس وأعوانه في يوم الدينونة ذاك. إن إله المورمون وشهود يهوه ليس هو الله الذي أعلن نفسه في الكتاب المقدس. وما لم يتوبوا ويفهموا من هو الإله الحقيقي الوحيد ويعبدوه فإنه لا رجاء لهم للخلاص.