السؤال: هل يمتلك الشيطان القدرة على التحكم في المناخ؟
الجواب:
إن العدد المتزايد من الكوارث الطبيعية والعواصف الرهيبة تجعل الكثيرين يتساءلون عمن يتحكم في المناخ، الله أم الشيطان؟ إن التدقيق في كلمة الله يبين أن الشيطان وأعوانه ليس لهم سلطان على الكوارث الطبيعية. ولكن يجب أخذ الشيطان "عدونا" بجدية؛ يجب أن نعترف بوجوده وقوته المحدودة على العالم. إن الشيطان وهو ملاك ساقط مهزوم، يفوق البشر، ولكنه ليس إله، وهو يمتلك فقط السلطان الذي يسمح به الله في النهاية (تسالونيكي الثانية 2: 6-11).
إذا إستطاع الشيطان التأثير على المناخ، فإن هذا سيكون فقط بإذن من الله، وبصورة محدودة ومقيدة، كما في حالة أيوب. لقد سمح الله للشيطان أن يعذب أيوب لكي يمتحنه وهذا كان يشمل "نَارُ اللهِ" (في الغالب برق) التي "سَقَطَتْ مِنَ السَّمَاءِ فَأَحْرَقَتِ الْغَنَمَ وَالْغِلْمَانَ وَأَكَلَتْهُمْ" (أيوب 1: 16). وتبع هذا "رِيحٌ شَدِيدَةٌ" (ربما كانت إعصاراً) دمرت بيته وقتلت أولاده (الآيات 18-19). لهذا إذا كان الشيطان قد سبب النار من السماء والإعصار بطريقة ما، فإنها كانت لا زالت تحت سلطان الله النهائي لتحقيق أهدافه.
الله، وليس الشيطان، هو الذي يتحكم في المناخ (خروج9: 29؛ مزمور135: 6-7؛ إرميا10: 13)
الله يتحكم في السماء والمطر (مزمور 77: 16-19)
الله يتحكم في الريح (مرقس 4: 35-41؛ إرميا 51: 16)
الله يمسك الكون ويحفظه (عبرانيين 1: 3)
الله له سلطان على الغيوم (أيوب 37: 11-12، 16)
الله له سلطان على البرق (مزمور 18: 14)
الله له سلطان على كل الطبيعة (أيوب 26)
الله له سلطان على كل الأشياء، بما فيها المناخ. وفي عنايته الإلهية، يرعى أولاده ويحميهم، ولكنه أيضاً يسمح للشيطان، وأعوانه، والبشر أن يستخدموا إرادتهم المحدودة في الخطايا والشر والحماقة. إن هذه الكائنات نفسها مسئولة تماماً عن أي وكل كوارث أو مآسي من صنع البشر. نحن نعلم أن الله قد خطط كل ما يحدث (أفسس 1: 11؛ رومية 11: 36) ولذلك فإن يده غير المرئية موجودة وسط آلامنا، حتى وإن كان لا يستطيع أن يخطيء أو يرتكب الشرور (يعقوب 1: 13-17).
لا يمكن أن تكون معاناة المؤمن بلا معنى، سواء كانت معاناته سببها بشر أو أحداث طبيعية. قد لا ندرك دائماً سبب الشرور أو الكوارث الطبيعية، ولكننا يمكن أن نثق أنه في كل تجاربنا وضيقاتنا يجعل الله كل الأشياء تعمل معاً لمجده ولخيرنا الأبدي (رومية 8: 18-28).