الجواب:
إن نقض الناموس لاهوتياً يعني الإعتقاد بعدم وجود ناموس أخلاقي يتوقع الله أن يطيعه المؤمنين. إن مبدأ نقض الناموس يأخذ تعليم كتابي ويصل به إلى نتيجة غير كتابية. فالتعليم الكتابي يقول بأن المؤمنين ليسوا ملزمين بإتباع ناموس العهد القديم كوسيلة للخلاص. عندما مات المسيح على الصليب، فإنه قد إستوفى متطلبات ناموس العهد القديم (رومية 10: 4؛ غلاطية 3: 23-25؛ أفسس 2: 15). والنتيجة غير الكتابية هي القول بأنه لا يوجد قانون أخلاقي يريد الله أن يطيعه المؤمنين.
لقد تعامل الرسول بولس مع مشكلة نقض الناموس في رسالة رومية 6: 1-2 "فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَنَبْقَى فِي الْخَطِيَّةِ لِكَيْ تَكْثُرَ النِّعْمَةُ؟ حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟" إن أكبر هجوم على عقيدة الخلاص بالنعمة فقط هو أنها تشجع الخطية. قد يتساءل الناس قائلين: "إذا كنت قد خلصت بالنعمة وقد غفرت كل خطاياي، فلماذا لا أعيش بعد في الخطية؟" ذلك الرأي ليس نتيجة تجديد حقيقي لأن التجديد الحقيقي ينتج رغبة أكبر في طاعة الله. إن رغبة الله – ورغبتنا عندما نتجدد بالروح القدس – هي أن نسعى ونجاهد حتى لا نخطيء. نحن نريد أن نرضيه من منبع الإمتنان لنعمته وغفرانه. لقد أعطانا الله عطية نعمته غير المحدودة في الخلاص من خلال يسوع المسيح (يوحنا 3: 16؛ رومية 5: 8). ويكون رد فعلنا هو تكريس حياتنا له تعبيراً عن المحبة والعبادة والإمتنان لما فعله من أجلنا (رومية 12: 1-2). إن نقض الناموس أمر غير كتابي في أنه يسيء تفسير معنى عطية نعمة الله.
سبب آخر يجعل نقض الناموس أمر غير كتابي هو أنه يوجد قانون أخلاقي يتوقع منا الله أن نطيعه. تقول رسالة يوحنا الأولى 5: 3 "فَإِنَّ هَذِهِ هِيَ مَحَبَّةُ اللهِ: أَنْ نَحْفَظَ وَصَايَاهُ. وَوَصَايَاهُ لَيْسَتْ ثَقِيلَةً". ما هي هذه الوصايا التي يريدنا الله أن نطيعها؟ إنها ناموس المسيح – "تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ" (متى 22: 37-40). كلا، نحن لسنا تحت ناموس العهد القديم. نعم، نحن تحت ناموس المسيح. إن ناموس المسيح ليس قائمة مطولة من القواعد القانونية. إنه ناموس المحبة. إذا كنا نحب الرب بكل قلوبنا ونفوسنا وفكرنا وقوتنا فإننا لن نفعل شيئاً لا يرضيه. إذا كنا نحب أقرباءنا كنفسنا، فلن نفعل شيئاً يؤذيهم. إن طاعة ناموس المسيح ليس شرطاً للحصول على الخلاص. إن ناموس المسيح هو ما يتوقعه الله من الشخص المؤمن بالمسيح.
إن نقض الناموس يناقض كل ما يعلمنا إياه الكتاب المقدس. يتوقع الله منا أن نعيش حياة تتميز بالأخلاق، والنزاهة، والمحبة. لقد حررنا الرب يسوع من وصايا ناموس العهد القديم الثقيلة، ولكن هذا ليس تصريحاً لإرتكاب الخطية، بل بالحري هو عهد النعمة. علينا أن نجاهد للتغلب على الخطية ونزرع البر معتمدين على معونة الروح القدس. يجب أن تكون نتيجة تحريرنا بالنعمة من متطلبات ناموس العهد القديم هو الحياة في طاعة ناموس المسيح. تعلن رسالة يوحنا الأولى 2: 3-6 " وَبِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا قَدْ عَرَفْنَاهُ: إِنْ حَفِظْنَا وَصَايَاهُ. مَنْ قَالَ قَدْ عَرَفْتُهُ وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ الْحَقُّ فِيهِ. وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقّاً فِي هَذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ اللهِ. بِهَذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا فِيهِ: مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هَكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضاً".