الجواب:
إن التعبير"من العدم" تعني "من لا شيء". ويعني "الخلق من العدم" أن الله خلق كل شيء من لا شيء. "فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضَ" (تكوين 1: 1). وقبل تلك اللحظة لم يوجد شيء. فلم يصنع الله الكون من أحجار بناء موجودة مسبقاً. بل بدأ من لا شيء.
لا يقول الكتاب المقدس صراحة أن الله صنع كل شيء من لا شيء، ولكنه يشير إلى ذلك. نقرأ في رسالة العبرانيين 11: 3 "بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ". يفسر الدارسين هذا القول بأن الكون خلق بأمر إلهي ولم يتم تجميعه من مادة أو طاقة موجودة مسبقاً.
يمكن أن يتمتع البشر بقدر كبير من الإبداع، ولكننا نتطلب مادة نصنع منها شيئاً. أما الله فهو غير محدود هكذا. وهذا الأمر يصعب فهمه بالنسبة لنا بسبب أحد قوانين الفيزياء الطبيعية والذي نعرفه جيداً سواء عرفنا أو لم نعرف ماذا يسمى. يقول "القانون الأول في العلوم" أن المادة (الأشياء التي يتكون منها الكون) لا يمكن خلقها أو تدميرها. يمكن تحويل المادة من الحالة الصلبة إلى السائلة إلى الغازية إلى البلازما، والعودة مرة أخرى؛ يمكن دمج الذرات إلى جزيئات وفصل مكوناتها؛ ولكن المادة لا تخلق من لا شيء ولا تدمر تماماً. لهذا فإن فكرة كون الله قد خلق كل شيء من لا شيء هي فكرة غير طبيعية بالنسبة لنا. إنها غير طبيعية بالمرة – لأنها فائقة للطبيعة.
يشير تعبير "الخلق من العدم" إلى الحدث الفائق للطبيعة الذي كان بداية الكون. كانت تلك هي اللحظة التي خلق فيها الله شيئاً من لا شيء.