الجواب:
موت المسيح وقيامته لهما نفس الأهمية. يحقّق كل من موت المسيح وقيامته أشياء منفصلة ولكنها مرتبطة بالضرورة. فموت الرب وقيامته لا ينفصلان حقًا، مثل سدى القماش ولحمته.
لقد ربح لنا صليب المسيح الانتصار الذي لم يكن بمقدورنا أبدّا أن نربحه لأنفسنا. "إِذْ جَرَّدَ ٱلرِّيَاسَاتِ وَٱلسَّلَاطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ" (كولوسي 2: 15). على الصليب وضع الله كل خطايانا على يسوع، وقد حمل العقوبة التي كنا نستحقها (إشعياء 53: 4-8). وفي موته، أخذ المسيح على نفسه اللعنة التي جلبها آدم (راجع غلاطية 3: 13).
بموت المسيح، أصبحت خطايانا عاجزة عن السيطرة علينا (رومية 6). بموته، دمر يسوع أعمال الشيطان (يوحنا 12: 31؛ عبرانيين 2: 14؛ يوحنا الأولى 3: 8)، وأدان الشيطان (يوحنا 16: 11) وسحق رأس الحية (تكوين 3: 15).
بدون موت المسيح الكفاري، كنا سنظل في خطايانا، بدون غفران، بدون فداء، بدون خلاص، بدون محبة. صليب المسيح أساس خلاصنا، وبالتالي كان موضوعًا رئيسيًا في كرازة الرسل (أعمال الرسل 2: 23، 36 ؛ كورنثوس الأولى 1: 23؛ 2: 2؛ غلاطية 6: 14).
لكن قصة يسوع المسيح لم تنته بموته. قيامة المسيح هي أيضًا أساس رسالة الإنجيل. يثبت خلاصنا أو يسقط على أساس قيامة المسيح بالجسد، كما أوضح بولس في رسالة كورنثوس الأولى 15: 12-19. إذا لم يكن المسيح قد قام جسديًا من بين الأموات، فلا أمل لنا نحن أنفسنا في القيامة، وكانت كرازة الرسل باطلة، ويجب أن يشفق الجميع على المؤمنين. بدون القيامة، لكنا ما زلنا جالسين "في الظلمة وظلال الموت" ننتظر شروق الشمس (لوقا 1: 78-79).
بسبب قيامة يسوع، يتحقق وعده بالنسبة لنا: "إِنِّي أَنَا حَيٌّ فَأَنْتُمْ سَتَحْيَوْنَ" (يوحنا 14: 19). عدونا العظيم، الموت، سوف يُهزم (كورنثوس الأولى 15: 26؛ 54-55). قيامة يسوع مهمة أيضًا لأنه من خلال هذا الحدث يعلن الله برّنا لأن يسوع قد "أُقِيمَ لِأَجْلِ تَبْرِيرِنَا " (رومية 4: 25). كما أرسلت الينا عطية الروح القدس من الرب يسوع الذي قام من الموت وصعد إلى السماء (يوحنا 16: 7).
تنبأ يسوع ثلاث مرات على الأقل أثناء خدمته الأرضية أنه سيموت ويقوم مرة أخرى بعد ثلاثة أيام (مرقس 8: 31؛ 9: 31؛ 10: 34). لو لم يكن يسوع المسيح قد قام من بين الأموات، لكان قد فشل في نبوءاته - لكان نبيًا كاذبًا آخر يجب تجاهله. ولكن الواقع هو أن لدينا رب حي، أمين لكلمته. استطاع الملاك عند قبر يسوع الفارغ أن يشير إلى تحقّق النبوة: "لَيْسَ هُوَ هَهُنَا، لِأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ!" (متى 28: 6).
يربط الكتاب المقدس بين موت المسيح وقيامته، ويجب أن نحافظ على هذا الرابط. إن دخول يسوع إلى القبر لا يقل أهمية عن خروجه من القبر. في كورنثوس الأولى 15: 3-5 يعرّف بولس الإنجيل على أنه الحقيقة المزدوجة بأن يسوع مات من أجل خطايانا (ثبت بدفنه) وأنه قام مرة أخرى في اليوم الثالث (برهنه ظهوره للعديد من الشهود). إن حقيقة الإنجيل هذه "لها الأهمية الأولى" (الآية 3).
من المستحيل الفصل بين موت المسيح وقيامته. الإيمان بواحد دون الآخر هو الإيمان بإنجيل كاذب لا يمكن أن يخلّص. ولكي يكون يسوع حقًا قد قام من بين الأموات، يجب أن يكون قد مات حقًا. ولكي يكون لموته معنى حقيقي بالنسبة لنا، يجب أن تكون له قيامة حقيقية. لا يمكننا الحصول على واحد دون الآخر.
