الجواب:
يتناول علم المعرفة فرع الفلسفة المعني بطبيعة ونطاق المعرفة. ويناقش أسئلة مثل: "ما هي المعرفة؟"، "كيف يتم اكتساب المعرفة؟"، "ماذا يعرف الناس؟"، "كيف نعرف ما نعرفه؟"، "لماذا نعرف ما نعرفه؟"
عادة ما ينقسم علم المعرفة إلى فئتين. الأولى، المعرفة الافتراضية، يمكن اعتبارها "معرفة بأن" مقابل "معرفة كيف". في الرياضيات، على سبيل المثال، من المعروف أن 1 + 1 = 2، ولكن هناك أيضًا معرفة بكيفية الحساب. والثانية، هي المعرفة الشخصية. يتم اكتساب المعرفة الشخصية بشكل تجريبي. على سبيل المثال، لا يمكن استبدال المعرفة النظرية للفيزياء المرتبطة بالحفاظ على حالة التوازن عند ركوب الدراجة بالمعرفة العملية (الشخصية) المكتسبة عند ممارسة ركوب الدراجات.
يتعامل علم المعرفة أيضًا مع اقرار الإيمان. يترتب الإيمان على المعرفة، وبالتالي لا يمكن أن يتعارض اقرار إيمان المرء مع ما لديه من معرفة. على العكس من ذلك، فإن معرفة معتقد ما لا تستلزم بالضرورة التصديق على حقيقته. على سبيل المثال: "أعرف عن دين الإسلام، لكنني لا أؤمن به"، هذه عبارة متماسكة.
يُنظر إلى الإيمان على أنه ذاتي، بينما يُنظر إلى الحقيقة على أنها حقيقة موضوعية، مستقلة عن معتقدات الفرد أو تجربته. فقد "يعتقد" المرء أن الإلحاد حقيقي، ولكن مثل هذا الاعتقاد ليس له أي تأثير على ما إذا كان الإلحاد حقيقيًا أم لا. الحقيقة مستقلة ومتسامية عن معتقدات الفرد وآرائه التي تتعلق بالواقع.
ما هو أساس علم المعرفة؟ تفترض العلوم والمنطق الاستنتاجي، التي تمكّن المرء من اكتساب المعرفة، أن يكون الكون منطقيًا ومنظمًا وأنه يخضع للقوانين الرياضية المتسقة عبر الزمان والمكان. فعلى الرغم من أن الظروف في مناطق مختلفة من الفضاء يمكن أن تكون متنوعة بشكل جذري، إلا أن هناك تماثلًا أساسيًا بينها.
يتوقع المسيحي - الذي يؤمن بواقع سببي متسامي - أن يكون هناك نظام في الكون. بما أن الكتاب المقدس يقول أن الله "حَامِلٌ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ" (عبرانيين 1: 3)، يتوقع المسيحي أن يدور الكون بطريقة منظمة وعقلانية. بما أن الله موجود في كل مكان ومتسق في نفسه، يتوقع المسيحي أن تخضع جميع مناطق الكون للقوانين نفسها، على الرغم من أن الظروف المادية لمناطق مختلفة من الكون قد تكون مختلفة.
يتخطى الله الزمن (بطرس الثانية 3: 8). وهكذا، على الرغم من أن الظروف في الماضي ربما كانت مختلفة عنها في الحاضر، إلا أن قوانين الطبيعة لا تخضع للتغيير العشوائي. يمتلك المسيحي الأساس الذي يبني عليه افتراضه بأن الكون يتم دعمه بطريقة متسقة، وبالتالي لديه أساس لاكتساب المعرفة.
