الجواب:
تُعلِّم بعض الأنظمة اللاهوتية، مثل المورمونية، الهرطقة القائلة بأن الناس يمكن أن يصبحوا آلهة. وتعلم كنيسة الروم الكاثوليك ما تسميه تأليه البشر: "إبن الله الوحيد، لكي يجعلنا شركاء في ألوهيته، أخذ طبيعتنا، حتى يستطيع هو الذي صار بشراً أن يجعل البشر آلهة" (تعاليم الكنيسة الكاثوليكية، الطبعة الثانية، الفصل الثاني)، رغم أن المعنى الكاثوليكي هو أن المؤمنين يتحدون مع المسيح من خلال الأفخاريستيا. ولكن قد نشأ ما صار يعرف بـ "جدلية الآلهة الصغيرة" بواسطة خدام ومعلمي كلمة الإيمان. وكانت الفكرة الأساسية وراء هذه الجدلية هي أن البشر في الواقع آلهة، مخلوقين "على صورة الله" (تكوين 1: 27) وليس فقط في أن لهم روح، ولهم سلطان على الأرض، أو أنهم يعيشون في علاقة مع الآخرين، بل لكونهم من نفس "الدرجة الروحية" مثل الله نفسه. ينفي اللاهوتيين الكتابيين هذا المفهوم بإعتباره ضلال في أحسن الأحوال، وهرطقة وبدعة في أسوأ الأحوال.
تقول العقيدة الأساسية لحركة كلمة الإيمان أننا عندما نطلب شيئاً من الله بإيمان فهو لا بد أن يجيبنا. فكلمتنا كـ "آلهة صغيرة" لها سلطان كبير. ويقوم بعض وعاظ برامج التلفزيون بتعليم هذه العقيدة، وقد جعلتها جذورها في المذهب الخمسيني أكثر شيوعاً في الكنائس الكاريزماتية. إن حركة كلمة الإيمان بها عدد من الشعارات الشائعة مثل "أطلب لتأخذ"، "لاهوت الرخاء"، "إنجيل الغنى والصحة".
تستند مزاعم "الآلهة الصغار" على مقطعين كتابيين. نقرأ في مزمور 82: 6 "أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ وَبَنُو الْعَلِيِّ كُلُّكُمْ." ويقتبس المسيح هذا المزمور في يوحنا 10: 34 "أَلَيْسَ مَكْتُوباً فِي نَامُوسِكُمْ: أَنَا قُلْتُ إِنَّكُمْ آلِهَةٌ؟" ولكن كلا هذين المقطعين يتضمنان تفسيراً في السياق المباشر من الواضح أنه لا يعني تأليه البشر. فيتبع مزمور 82: 6 تحذير "لَكِنْ مِثْلَ النَّاسِ تَمُوتُونَ وَكَأَحَدِ الرُّؤَسَاءِ تَسْقُطُونَ." (الآية 7). فالإشارة هنا إلى بشر يمثلون سلطان الله في العالم – ملوك، قضاة، ولاة.
إن مزمور 82 تحذير للقادة الظالمين الذين يعتبرون أنفسهم "آلهة" (مزمور 82: 1) ولكنهم "لاَ يَعْلَمُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ. فِي الظُّلْمَةِ يَتَمَشُّونَ" (مزمور 82: 5). وقد إستخدم المسيح هذا المقطع لإجابة من يتهمونه بالتجديف. لماذا يتهمون "الَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ" بالتجديف (يوحنا 10: 36) بقوله أنه إبن الله في حين أنهم يدعون الحكام البشريين آلهة.
إن إدعاء الألوهية لا سند له بالنسبة للمؤمنين، خاصة في ضوء باقي الكتاب المقدس. الله هو وحده الإله (إشعياء 37: 16). أما نحن فلم نكن أبداً آلهة، ولسنا آلهة الآن، ولن نكون آلهة في المستقبل. كان يسوع إله كامل وإنسان كامل (ما يعرف بإسم الإتحاد الأقنومي). أما إذا تم قبول فرضية "الآلهة الصغيرة" فهذا ينسب للمسيح ألوهية أقل نوعاً ما؛ فقد صار "إلهاً صغيراً" مثلنا. قال يوحنا "وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا" (يوحنا 1: 14)، ولكن هذا لا يعني "ألوهية أقل". لقد أخذ المسيح الجسد والدم البشري لكي يموت عن خطايانا (عبرانيين 2: 14)، لكنه إحتفظ بمكانته الكاملة في الثالوث الأقدس. لقد خلق الله فينا روحاً، ولكن ذلك الروح ليست له صفات إلهية.