الجواب:
كلنا معرضين لخيبة الأمل والشعور بالرفض، بصورة خاصة بعد الخروج من علاقة محطمة. ولكن كمؤمنين مولودين ثانية لدينا سند في كلمة الله يمكن أن يجلب لنا التعزية ووضوح الرؤية في هذا الموقف. إن رفض شخص لنا لا يعني أننا غير محبوبين. ولكننا قد نسمح لهذا الرفض أن يحدد مشاعرنا ونسمح لتلك المشاعر أن تؤثر على فكرتنا عن أنفسنا، أو قد نختار أن نكمل مسيرتنا إستناداً على شيء أبدي.
ما هو هذا الشيء؟ بالنسبة لنا كمؤمنين إنه مكانتنا في المسيح. فهو قد قبلنا عندما ولدنا ثانية. "مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ، كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، إِذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ" (أفسس 1: 3-6).
رغم أننا لا نستحق هذا ولا نستطيع أن نكسبه بمجهودنا (أفسس 2: 8-9) فإن الرب يسوع قد باركنا بكل بركة روحية وجهلنا مقبولين فيه. هذا القبول هو عطية نعمته، وهو يفوق أي وكل مشاعر لدينا لأن المشاعر لا تتأسس على كلمة الله. وعندما نتمسك بهذا الحق بالإيمان، يصبح حقيقة في قلوبنا وحياتنا.
إن الحياة وفق المشاعر هو أمر يحمل الكثير من المجازفة. فسوف ننجرح ويخيب أملنا لأننا نعيش في عالم ساقط. ويحدد رد فعلنا لذلك الجرح وخيبة الأمل ما إذا كنا سنتقوى في مسيرتنا مع الرب أم نعيش مجروحين. الخيار لنا. إن الله يتيح لنا أن نجتاز خيبة الأمل في الحياة بمعرفة أن تدبيره لنا هو ما ينجح. إن نعمته وتعزيته متاحة لنا إذ نستريح فيه. إن كل مؤمن مولود ثانية يتاح له كل هذا التدبير والبركات في المسيح، ولكن يجب أن نختار أن نستفيد منها. هذا يشبه أن يكون لديك مليون دولار في البنك وتختار أن تموت جوعاً لأنك لا تستخدم ذلك المال لشراء الطعام. صحيح أيضاً أننا لا نستطيع أن نستخدم ما لا نعرفه. لذلك، يجدر بكل مؤمن أن "يعرف" الإله الذي يعرفنا ويحبنا، وهذا يعني أكثر من مجرد القراءة التأملية لكلمة الله، بل الدراسة التي تغير مفاهيمنا (تيموثاوس الثانية 3: 16-17) وتسمح لنا بمواجهة الحياة متسلحين بفهم حقيقي حول حقيقة حياة الإيمان.
إننا كمؤمنين لا يحددنا فشلنا السابق أو خيبة أملنا من رفض الآخرين لنا. بل نعرف بأننا أولاد الله، مولودين ثانية لجدة الحياة و لنا كل بركة روحية كما أننا مقبولين في المسيح يسوع. هذا هو العنصر الذي يميز الحياة المنتصرة. يمكن أن نسير بقوتنا الشخصية وإستناداً على ما يسميه الرسول بولس "الجسد" أو أن نسير في قوة الروح القدس. الخيار لنا. لقد أعطانا الله السلاح (أفسس 6: 11-18)، ولكن الأمر متروك لنا أن نلبسه بالإيمان.
لهذا، إن كنت أنت إبناً لله، قد تعاني من خيبة الأمل في هذه الحياة، ولكنك كإبن للملك، فإن هذا الرفض هو عثرة صغيرة. يمكنك أن تطالب بميراثك كإبن لله وتتقدم في النعمة. إن غفرانك للآخرين ولنفسك هو عطية بيدك أن تقدمها لأنها عطية أعطيت لك من الرب يسوع المسيح (أفسس 4: 32).