الجواب:
قيمة الارشاد الذي يقدمه الراعي متعددة الأوجه. يمكن تعريف الإرشاد الرعوي على أنه إرشاد يقدّمه راعي الكنيسة لفرد أو زوجين من شعب كنيسته. هناك حالات يقوم فيها راعي الكنيسة بتقديم المشورة لمن هم خارج كنيسته، ولكن بشكل عام، تكون فوائد الإرشاد الرعوي أكبر بكثير عند ممارسته داخل الكنيسة.
الإرشاد الرعوي فريد من نوعه ويختلف عن أنواع أخرى من الإرشاد. أولاً، الارشاد جزء من مهام وظيفة الراعي. تشمل واجبات الراعي إطعام وحماية ورعاية من هم في كنيسته. مثلما يقوم راعي الغنم بتضميد جروح الخراف المريضة أو المصابة، كذلك يقوم راعي الكنيسة بتضميد وتهدئة الجروح النفسية التي يعاني منها من هم في كنيسته. أولاً وقبل كل شيء، يجب أن تكون المشورة الرعوية مشورة كتابية.
يستخدم الارشاد الرعوي الكتابي حقائق الكتاب المقدس، ويشرحها ويطبقها على حياة الفرد – من خلال الوعظ والتوبيخ والتقويم والتدريب - حتى يتم الحصول على المساعدة العملية من خلال فهم كلمة الله وتطبيقها (تيموثاوس الثانية 3: 16). كلمة الله "خَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ ٱلنَّفْسِ وَٱلرُّوحِ وَٱلْمَفَاصِلِ وَٱلْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ ٱلْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ (عبرانيين 4: 12). الكلمة هي الأداة الأساسية التي يستخدمها الراعي في تقديم المشورة، ونظرًا لسنوات دراسته لكلمة الله، فهو في وضع فريد يمكّنه من استخدام سيف الحق.
يمكن الحصول على المشورة الكتابية من خارج الكنيسة، ولكن الارشاد الرعوي له فوائد فريدة لا يمكن الحصول عليها من أي مكان آخر. فالراعي يتمتع بعلاقة مع من يرشدهم تستمر خارج جلسات الارشاد. إنه في وضع يسمح له بمراقبة ومتابعة تقدم أعضاء الكنيسة الذين ينصحهم. يمكنه أيضًا طلب الصلاة والنصح من الآخرين في الكنيسة، مثل الشيوخ، مع الأخذ في الاعتبار دائمًا أي اتفاق للحفاظ على السرية بينه وبين من يرشدهم. هناك أيضًا عامل المساءلة الذي يمكن للراعي استخدامه أثناء جلسات الإرشاد.
الجانب السلبي للإرشاد الرعوي ذو شقين. أولاً، الراعي العادي في العصر الحديث غارق في العديد من المهام ويجب أن يكون حريصًا على عدم الالتزام بأكثر مما يستطيع فعله. تقوم العديد من الكنائس بتوزيع مسئولية الإرشاد على الرعاة المساعدين أو الشيوخ الذين هم على نفس القدر من الاستعداد لتقديم المشورة من كلمة الله. تقوم بعض الكنائس بتوظيف مرشدين من الرعاة يتمثل دورهم الأساسي في تقديم المشورة لمن يحتاجها في الكنيسة، مما يتيح للراعي الواعظ التفرّغ لتحضير العظات والقيام بمسؤوليات التعليم. ثانيًا، يجب الحرص على تجنب المواقف الإرشادية التي يمكن أن تؤدي إلى الخطية. لا ينبغي للرعاة أن ينصحوا النساء بشكل فردي دون وجود شخص آخر، ويفضل أن تكون امرأة أخرى، ربما زوجة الراعي نفسه. يجب أيضًا استخدام الحكمة والتمييز حتى لا تنشأ علاقة تبعية بين الراعي ومن يرشدهم. يجب السعي إلى الاعتماد على الله وكلمته والتأكيد على ذلك في كل جلسة، وعدم الاعتماد على الراعي لتلبية كل حاجة نفسية وروحية، والتي هي مهمة مستحيلة لأي راعي.
