الجواب:
المسلّمات الدفاعية هي نهج في الدفاعيات يهدف إلى تقديم أساس عقلاني للإيمان المسيحي والدفاع عنه ضد الاعتراضات من خلال كشف العيوب المنطقية لوجهات النظر الأخرى للعالم، ومن ثم إثبات أن الإيمان الكتابي هو النظرة العالمية الوحيدة التي يمكن أن تجعل للواقع معنى متسقًا.
لا تستبعد المسلّمات الدفاعية استخدام الأدلة، لكن مثل هذه الأدلة لا تُستخدم بالطريقة التقليدية - أي مناشدة سلطان المنطق المستقل لدى غير المؤمن. تدافع المسلّمات الدفاعية بأنه بدون وجهة نظر مسيحية للعالم لا يوجد أساس ثابت يمكن على أساسه افتراض إمكانية وجود المنطق المستقل. عندما يحاول الماديون دحض المسيحية من خلال اللجوء إلى المنطق الاستنتاجي، فهم في الواقع يستعيرون من النظرة المسيحية للعالم، ومن ثم يناقضون افتراضاتهم المسبقة.
تستلزم المسلّمات الدفاعية انخراط المسيحيين وغير المسيحيين في فحص داخلي لمفهوم العالم لديهم وبالتالي تحديد ما إذا كانوا متسقين داخليًا أم لا. جوهر المسلّمات الدفاعية هو محاولة لإثبات أن النظرة غير المسيحية للعالم تدفعه إلى حالة من الذاتية واللاعقلانية والفوضى الأخلاقية.
نظرًا لأن نظرة غير المؤمن للعالم خاطئة من الناحية الموضوعية، فإنها بالضرورة تحتوي على تناقضات يمكن إثباتها (على سبيل المثال، يصدر أحكامًا أخلاقية ، لكنه لا يستطيع تفسير المطلق الأخلاقي بدون النظرة المسيحية/ التوحيدية للعالم). يمكن للمؤمن، ضمن الإطار المسيحي، أن يفسر أشياء مثل العقلانية، والمنطق، ووحدة الطبيعة، والأخلاق، والعلم، ...الخ.، لأن النظرة المسيحية للعالم تتوافق مع واقع أسمى.
باختصار، تنخرط المسلّمات الدفاعية في نقد داخلي لوجهة نظر معينة للعالم من أجل إثبات كونها تعسفية، وغير متسقة داخل نفسها، وتفتقر إلى الشروط المسبقة لنظرية المعرفة. وهكذا يمكن للمسلمات الدفاعية أن تأخذ قيمة معينة يحملها غير المؤمن وتثبت له أنه إذا كانت نظرته للعالم صحيحة، فإن هذا الاعتقاد بالذات سيكون غير متماسك و / أو لا معنى له. تسعى المسلّمات الدفاعية إلى إثبات صحة المسيحية في ضوء استحالة عكس ذلك. بعبارة أخرى، ما لم تكن النظرة المسيحية للعالم مسلّم بها مسبقًا - سواء على مستوى الوعي أو اللاوعي - فلا توجد إمكانية لإثبات أي شيء.