الكاتب: لا يذكر سفر ملوك الأول إسم كاتبه بصورة محددة. يقول التقليد الكنسي أن كاتبه هو النبي إرميا.
تاريخ كتابة السفر: من المرجح أنه قد تمت كتابة سفر ملوك الأول ما بين عامي 560 ق. م و 540 ق. م.
غرض كتابة السفر: إن هذا السفر هو تتمة لسفري صموئيل الأول والثاني ويبدأ بتتبع تولي الملك سليمان العرش بعد موت داود الملك. تبدأ القصة بمملكة متحدة، ولكنه ينتهي بأمة منقسمة إلى مملكتين: يهوذا وإسرائيل. إن سفري ملوك الأول والثاني هما سفر واحد في التوراة العبرية.
ملخص: يبدأ سفر ملوك الأول بسليمان وينتهي بإيليا. ويمنحنا الفرق بينهما فكرة عما يقع في الفترة ما بينهما. ولد سليمات بعد فضيحة في القصر بين داود وبثشبع. وكان كوالده به ضعف تجاه النساء تسبب في سقوطه في النهاية. كان سليمان في بدايه الأمر ناجحاً، طالباً الحكمة من الله، كما بنى هيكلاً لله إستغرق تشييده سبع سنوات. ولكن بعد ذلك شيد لنفسه قصراً إستغرق بناؤه 13 عاماً. وأدى به تعدد زوجاته إلى عبادة الأوثان وقاده بعيداً عن الله. بعد موت سليمان، حكم شعب إسرائيل سلسلة من الملوك كان أغلبهم أشرار يعبدون الأوثان. وهذا بالتالي قاد الأمة بعيداً عن الله، وحتى توبيخ إيليا لم يفلح في إعادتهم إليه. كان من أشر هؤلاء الملوك الملك آخاب وزوجته الملكة إيزابل التي ساهمت في تعظيم عبادة البعل في إسرائيل. حاول إيليا إعادة شعب إسرائيل إلى عبادة يهوه، بل وتحدى كهنة البعل الوثنيين لمواجهة الله على جبل الكرمل. وبالطبع كانت النصرة لله. هذا أثار غضب الملكة إيزابل فأمرت بقتل إيليا فهرب وإختبأ في البرية. وقال في إكتئابه وإحباطه "ليتنى أموت". ولكن الله أرسل إليه طعاماً وتشجيعاً وكلمه همساً "بصوت خفيف رقيق" وبهذا أنقذ حياته لإتمام المزيد من العمل.
إشارات للمستقبل: إن هيكل أورشليم، حيث يسكن روح الله في قدس الأقداس يشير إلى المؤمنين بالمسيح الذين يسكن فيهم الروح القدس منذ لحظة خلاصهم. وكما كان مطلوباً من شعب إسرائيل أن يتركوا عبادة الأوثان، كذلك علينا أن نتخلى عن أي شيء يفصلنا عن الله. إننا نحن شعبه، هيكل الله الحي. تقول رسالة كورنثوس الثانية 6: 16 "أَيَّةُ مُوَافَقَةٍ لِهَيْكَلِ اللهِ مَعَ الأَوْثَانِ؟ فَإِنَّكُمْ أَنْتُمْ هَيْكَلُ اللهِ الْحَيِّ، كَمَا قَالَ اللهُ: إِنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِمْ وَأَسِيرُ بَيْنَهُمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً".
كان إيلياً إشارة للمسيح ورسل العهد الجديد. وقد مكَّن الله إيليا من القيام بأعمال معجزية لكي يثبت أنه فعلاً رجل الله. فقد أقام إبن أرملة صرفة من الموت مما جعلها تعلن: "الآن علمت أنك رجل الله وأن كلمة الله في فمك هي حق". وبنفس الكيفية فإن رجال الله الذين تكلموا بكلمته من خلال قوة الله واضحين في العهد الجديد. فإن يسوع لم يقم فقط لعازر من الموت بل أيضاً أقام إبن أرملة نايين (لوقا 7: 14-15)، وإبنة يايرس (لوقا 8: 52-56). وأقام الرسول بطرس طابيثا من الموت (أعمال الرسل 9: 40)، وأقام الرسول بولس أفتيخوس (كورنثوس الأولى 15: 33).
التطبيق العملي: يحمل سفر ملوك الأول دروس عديدة للمؤمنين. إننا نجد تحذير بشأن رفقاؤنا، خاصة القريبين منهم وعلاقات الزواج. إم ملوك إسرائيل الذين على شاكلة سليمان تزوجوا بأجنبيات عرضوا أنفسهم وشعبهم للشرور. كمؤمنين بالمسيح يجب أن نكون شديدي الحذر بشأن من نختارهم كأصدقاء، أو شركاء في العمل، أو شركاء في الحياة. "لاَ تَضِلُّوا! فَإِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيَّةَ تُفْسِدُ الأَخْلاَقَ الْجَيِّدَةَ" (كورنثوس الأولى 15: 33).
إن إختبار إيليا في البرية يعلمنا درساً ثميناً أيضاً. بعد إنتصاره الرائع على ما يزيد عن 450 من أنبياء البعل على جبل الكرمل، فإن فرحه تحول إلى حزن بسبب ملاحقة إيزابل له وإضطر أن يهرب لحياته. إن خبرات "الإنتصار" نظير هذه كثيراً ما يتبعها شعور بالإحباط واليأس. علينا أن نكون واعين لمثل هذه الإختبارات في الحياة المسيحية. عالمين أن إلهنا أمين ولن يتركنا أبداً. فإن الصوت الرقيق الهاديء الذي شجع إيليا سوف يشجعنا نحن أيضاً.