ما معنى ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب في مزمور 34: 8؟
الجواب:
المزمور 34 هو قصيدة متوازية؛ في هذه الحالة، يبدأ كل سطر من الآيات بحرف عبري مختلف، مرتب حسب الترتيب الأبجدي. الغرض الأساسي من المزمور هو تعليم دروس أخلاقية عن الله. ويسلط موضوعها الضوء على رعاية الله المستمرة لشعبه. في الآية 8، يدعو داود كاتب المزمور القراء بقوله: "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب". فما معنى ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب؟
ينطوي التذوق على التجربة أو أخذ العينات؛ وتنطوي الرؤية على الفهم أو الإدراك. إذن فإن عبارة "ذوقوا وانظروا" تعني "جرّبوا واختبروا". يحث داود شعب الله على اكتشاف صلاح الرب من خلال التجربة الشخصية واختباره بأنفسهم. إنه لا يريد للقراء أن يأخذوا كلمته فقط على أن الرب صالح؛ يريدهم أن يختبروا ويعرفوا بأنفسهم حقيقة كون الله صالح.
يربط البشر التذوق بالمتعة والرضا. يشرح معلق الكتاب المقدس ماثيو هنري هذه الفكرة بالتفصيل: «ليكن صلاح الله لقمة حلوة تحت اللسان.» عندما يقول داود: "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب"، فإنه يدعونا إلى أن نتناول قضمة مجازية - لنجرب بأنفسنا - ونكتشف بالضبط مدى الشبع الذي يعطيه الله. ويستخدم الرسول بطرس نفس اللغة في رسالة بطرس الأولى 2: 3 عندما يقول: "قَدْ ذُقْتُمْ أَنَّ ٱلرَّبَّ صَالِحٌ".
يجب أن يكون التذوق قبل الرؤية؛ أي أن تجاربنا الروحية تقودنا إلى التنوير والفهم الروحي. يرغب داود أن "يذوق وينظر" الآخرين. يريدهم أن يختبروا ما اختبره حتى يتمكنوا من معرفة ما عرفه، أي صلاح الرب الذي يحفظ النفس.
يستمر المزمور 34 في توضيح أمثلة لصلاح الله المذهل تجاه الذين يلجأون إليه: فهو يعتني بكل احتياجاتهم (الآيات 8-10)؛ إنه يمنحهم حياة جيدة وطويلة (الآيات 11-15)؛ هو معهم في الضيقات ويخلصهم من أعدائهم (الآيات 17-22). وسوف يختبر من ذاق ورأى أن الرب صالح عنايته وتدبيره.
يذوق المؤمنون بيسوع صلاح الله ونعمته عندما نلاحظ جمال خليقته أو ندرك بركاته في الإمداد والحماية والرعاية. إننا نتذوق ونرى صلاحه عندما نتأمل في قداسته وبره اللامتناهي. نحن نبتهج بصلاحه عندما نقدر تكلفة تضحية المسيح من أجل خلاصنا.
يجب علينا أن نثق في الله ونطلبه باعتباره المصدر الوحيد للحماية والرزق لكي نذوق ونرى أن الرب صالح. الطريقة الوحيدة لتذوق ورؤية الرب صالحًا هي أن تمتحنه، وتجرب وتختبر صلاحه بنفسك.
