الجواب:
إن محاولة تحديد متى خلق الله الملائكة أمر صعب بعض الشيء لأن أي شيء فعله الله "قبل تأسيس العالم" يجعل الحدث قبل إطار الزمن نفسه. إن الزمان والمكان من صفات عالمنا نحن وليس عالم الله. فهو غير محدود بالساعات أو الأيام أو السنين مثلنا. في الواقع، يقول الكتاب المقدس أن: "يَوْماً وَاحِداً عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ" (بطرس الثانية 3: 8).
نحن نعلم أن الله خلق الملائكة قبل أن يخلق الكون المادي. يصف سفر أيوب الملائكة يعبدون الله أثناء خلق العالم: "أَيْنَ كُنْتَ حِينَ أَسَّسْتُ الأَرْضَ؟ أَخْبِرْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ فَهْمٌ. مَنْ وَضَعَ قِيَاسَهَا؟ لأَنَّكَ تَعْلَمُ! أَوْ مَنْ مَدَّ عَلَيْهَا مِطْمَاراً؟ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قَرَّتْ قَوَاعِدُهَا أَوْ مَنْ وَضَعَ حَجَرَ زَاوِيَتِهَا عِنْدَمَا تَرَنَّمَتْ كَوَاكِبُ الصُّبْحِ مَعاً وَهَتَفَ جَمِيعُ بَنِي اللهِ؟" (أيوب 38: 4-7).
إذا تأملنا في دور الملائكة، يمكن أن نخلص إلى أن الله خلق الملائكة قبل خلق البشر مباشرة لأن أحد واجباتهم هو أن يكونوا "أَرْوَاحاً خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ!" (عبرانيين 1: 14). كما نعلم أنهم كانوا موجودين قبل جنة عدن، لأن الشيطان، الذي كان في السابق الملاك لوسيفر (زهرة بنت الصبح)، كان موجوداً في الجنة في حالته الساقطة. ولكن، لأن أحد أدوار الملائكة هو عبادة الله حول عرشه (رؤيا 5: 11-14)، ربما كانوا موجودين يعبدون الله ويخدمونه لملايين السنين – بطريقة حسابنا للزمن – قبل أن يخلق الله العالم.
لهذا، فإنه بالرغم من أن الكتاب المقدس لا يذكر بالتحديد متى خلق الله الملائكة، فإن ذلك كان قبل خلق العالم بفترة. ولكننا لا يمكن أن نجزم إن كانت تلك الفترة يوماً أو بلايين السنين – بطريقة حسابنا للزمن.