السؤال
من هو غوتاما بوذا؟
الجواب
الرجل المعروف باسم غوتاما بوذا، أو ببساطة "بوذا"، وُلد كـ سيدهارثا غوتاما حوالي القرن السادس قبل الميلاد. الكثير مما نعرفه عن بوذا جاء من الأساطير والتقاليد الشفهية. لا توجد أعمال مكتوبة تذكره إلا بعد عدة قرون من وفاته. وفقًا للروايات السائدة، وُلد في عائلة أرستقراطية كانت تحميه من معاناة العالم. رغم جهودهم، اكتشف الألم والبؤس، فشعر بالإحباط وقرر التخلي عن ثروته ليصبح زاهدًا دينيًا. في نهاية المطاف، اختار غوتاما بوذا نهجًا يتجنب تطرّف الترف والتجويع. شكلت تعاليمه أساس الديانة المعروفة اليوم بالبوذية.
من الصعب العثور على معلومات تاريخية دقيقة حول بوذا. أقدم النصوص المكتوبة التي تفصل حياته وتعاليمه تعود إلى ما يقارب 500 سنة بعد وفاته. مع ذلك، يتم الإشارة إليه بشكل غير مباشر في نصوص أخرى، كما تم ذكر تعاليمه من قبل آخرين قبل هذا الوقت. رغم قلة المعلومات، فإن العلماء واثقون من أن غوتاما بوذا كان شخصًا تاريخيًا وأن المخطط العام لحياته دقيق. من المستحيل معرفة تفاصيل معينة عنه، بما في ذلك تفاصيل فلسفته الدقيقة. من غير المفاجئ أن تفاصيل سيرته الحياتية تميل إلى أن تكون خيالية، بما في ذلك امتلاكه قوى خارقة.
كانت عائلة سيدهارثا غوتاما غنية وقوية. تصفه العديد من السير الذاتية بأنه رياضي وجميل ومدرب جيدًا كمحارب. حاول والديه حمايته من معرفة الألم والمعاناة. كما أبعدوه عن التعاليم الدينية التي كانت مزيجًا من الخرافات المحلية وتفسيرات متعددة للهندوسية. نتيجة لذلك، لم يعرف بوذا عن المرض أو الموت حتى بلغ سن الثلاثين تقريبًا. ضد رغبة والديه، خرج من جدران القصر واكتشف جثثًا، وكبار السن، ومرضى. ردًا على ذلك، هرب من عائلته وأصبح زاهدًا، يعيش كمتسول ولا يملك أي ممتلكات.
خلال هذه السنوات الأولى، جرب غوتاما العديد من التمارين الروحية لكنه رفض جميعها. في النهاية، حاول العيش دون حتى تناول الطعام، وهي تجربة كادت تودي بحياته. أقنعته هذه التجربة أن لا الجشع ولا التقشف هما مفتاح السعادة. قرر أن التأمل هو الطريق الوحيد لاكتشاف الحقيقة. فجلس تحت شجرة وعزم على البقاء هناك حتى يكتشف الحقيقة المطلقة. بعد نحو خمسين يومًا، يُقال إن سيدهارثا غوتاما قد نال التنوير، أو حالة من الوعي الروحي الكامل. ومن تلك اللحظة فصاعدًا، أصبح يُعرف بـ "بوذا" أو "المستنير".
لبقية حياته، عاش بوذا كمعلم متجول وجذب العديد من الأتباع. التعاليم الوحيدة المرتبطة بشكل قاطع ببوذا هي التركيز على التأمل كـ "الطريقة الوسطى" بين الترف والتجويع. سواء كان بوذا نفسه أو أتباعه الأوائل، تم تأسيس البوذية على مفاهيم مثل الحقائق الأربع النبيلة، الطريق الثماني، واستمرار بعض المعتقدات الهندوسية مثل الكارما والتناسخ. وفقًا لتعليميات البوذية، الحياة هي معاناة، والمعاناة تنشأ أساسًا من الرغبة. الطريقة الوحيدة لكسر دورة الولادة من جديد، وفقًا للبوذية، هي التخلص من جميع الرغبات، اتباع الطريق الوسط، وتحقيق حالة من الفراغ الكامل. بمجرد أن يتم تطهير الشخص من كل الرغبات والكره، يصبح بوذا ويتوقف عن التناسخ.
توفي غوتاما بوذا في سن الثمانين تقريبًا. تنسب بعض المصادر البيوغرافية وفاته إلى التسمم الغذائي أو انسداد الأمعاء.
رغم ما قد يدعيه البعض بحسن نية، فإن حياة بوذا وتعاليمه تختلف بشكل كبير عن حياة وتعاليم يسوع المسيح. كانت خلفياتهم وأخلاقهم وروحانيتهم مختلفة بشكل جذري، وكذلك نهجهم في الحياة وتقدم الإنسان.
حياة بوذا معروفة فقط من خلال نصوص مؤرخة بعد قرون من حياته، معظمها تتناقض بشدة مع بعضها البعض. أما الوثائق المكتوبة التي تتحدث عن حياة يسوع فُقدت خلال سنوات قليلة من صلبه، وانتشرت في أقل من قرن، وتتضمن تفاصيل متوافقة.
وُلد بوذا في حياة رفاهية، وعانى ليجد طريقه، وقضى في النهاية عقودًا كمعلم روحي. بينما وُلد يسوع فقيرًا (متى 8:20)، وكان معروفًا عن فضيلته مدى الحياة (عبرانيين 4:15؛ 1 بطرس 1:19)، وعلم علنًا لمدة حوالي ثلاث سنوات فقط.
تعلم البوذية أن الحياة معاناة، وأن الأمل الوحيد هو التوقف عن الوجود عند الوصول إلى الفراغ. بينما علم المسيح أن حياة كل شخص ذات معنى (يوحنا 14:3؛ متى 5:22) وقادرة على السعادة (يوحنا 10:10)، وأن الهدف النهائي للوجود هو الأبدية مع الله (رؤيا 21:3-4).
لا تقدم البوذية ادعاءات واقعية أو تجريبية - إما أن تقبل نهجها الفلسفي أو لا. بينما المسيحية متجذرة في التاريخ (1 كورنثوس 15:3)، والأدلة (مزمور 19:11؛ رومية 1:2)، والكتاب المقدس (أعمال 17:11؛ يوحنا 5:39، 46-47)، والنبوءة (لوقا 18:31؛ 24:27)؛ وتتطلب من الشخص اتخاذ قرار بقبول أو رفض يسوع كالمسيح (يوحنا 3:17-18).
توفي بوذا كحكيم محبوب من قومه، في سن متقدمة. بينما تم تنفيذ حكم الإعدام على يسوع بشكل وحشي (مرقس 15:24) بناءً على طلب قومه (مرقس 15:14-15) وهو في أوائل الثلاثينات من عمره.
والأهم من ذلك، أن بوذا لم يزعم أبدًا أنه إله، ووفاته تعتبر نهاية قصته. بينما ادعى يسوع المسيح أنه الله (متى 26:63-65)، وكان ينوي إثبات ذلك بمعجزاته (يوحنا 20:30-31)، وظهر بعد موته أمام أصدقائه وأسرته (يوحنا 21:14؛ أعمال 1:3).
English
من هو غوتاما بوذا؟
