السؤال
كم عمر الله؟
الجواب
العمر هو رقم يمثل مدة زمنية تمتد من بداية إلى نهاية. ولكي نحدد العمر، يجب أن يكون هناك بداية. البشر يحسبون العمر بدءًا من أعياد ميلادهم. فعندما يولد طفل، نبدأ العد: "مرّ سبعة أيام منذ ولادته"، فنقول إنه عمره أسبوع واحد. شهران. أربع سنوات. عمر الإنسان يبدأ دائمًا عند تاريخ ميلاده.
الله لم تكن له بداية؛ لذلك لا يمكننا أن نحدد له عمرًا. هو خارج الزمن، لذا فإن السؤال "كم عمر الله؟" ليس له معنى. لقد خلق الله الزمن كجزء من هذا الكون ليحدد مرور الفصول والسنوات بالنسبة لنا (تكوين 1:14؛ مزمور 104:19). ولكنه غير خاضع للزمن. في العهد الجديد، يصف الله نفسه بأنه "الألف والياء، البداية والنهاية" (رؤيا 1:8، 11؛ 22:13). الألف هي الحرف الأول في الأبجدية اليونانية، والياء هو الحرف الأخير. في العهد القديم، يصف الرب نفسه بأنه "الأول والآخر" (إشعياء 44:6). الله يقول إنه حاضر دائمًا في كل الأزمنة. ليس هناك ماضٍ أو مستقبل بالنسبة لله. كل شيء يحدث وكأنه يجري الآن. هذا أمر يصعب علينا فهمه لأننا مقيدون بالزمن.
عندما عرّف الله نفسه لموسى لأول مرة، قال إن اسمه هو: "أهيه الذي أهيه" (خروج 3:14). ومن هذه الكلمات العبرية، نستخرج الاسم الأكثر شيوعًا لله: يهوه (YAHWEH). بقول الله إن اسمه "أهيه"، كان يُعلّم موسى أنه لا يُقارن بأي شيء آخر. هو فوق كل شيء، ويتجاوز كل شيء، ويشمل كل شيء. الزمن لا يمكنه أن يحد الله أو يعرّفه. من خلال الكشف عن اسمه، أعلن الله عن اكتفائه الذاتي ووجوده الذاتي وحضوره الدائم.
الله كان دائمًا وسيبقى دائمًا. ليس له بداية ولن تكون له نهاية. طرح سؤال مثل "كم عمر الله؟" هو مثال على خطأ تصنيفي—إسناد خاصية إلى شيء لا تنتمي إليه. ومن أمثلة الأخطاء التصنيفية الأخرى، أسئلة مثل: "كم من الوقت مضى على موت هذا الحصى؟" (لم يكن الحصى يومًا حيًا)، و"ما هو صوت اللون البرتقالي؟" (الألوان لا تُحس بالسماع). السؤال "كم عمر الله؟" يفترض أن الله يجب أن يُصنَّف ضمن الأشياء التي لها عمر، لكنه أزلي ولا ينتمي إلى نفس الفئة التي تخضع للزمن.
كان ليسوع ميلاد جسدي على الأرض حوالي عام 5 قبل الميلاد، ولكن ذلك كان مجرد تجسد للابن الأزلي لله، الذي يوجد خارج الزمن. الرب كان موجودًا قبل تجسده الجسدي. في الواقع، يقول الكتاب المقدس إن الأرض خُلِقَت به ومن خلاله (كولوسي 1:16؛ يوحنا 1:1–3). قبل أن يولد إبراهيم، قال يسوع: "أنا هو" (يوحنا 8:58).
باختصار، الله ليس له عمر. هو أزلي. هو أبدي (تكوين 21:33). هو الذي يمسك الكون معًا، وبدونه لن يكون هناك وجود (يوحنا 1:3). لو كان لله عمر، فهذا يعني أنه كان له بداية، وأن هناك وقتًا لم يكن فيه الله موجودًا، وهذا أمر مستحيل. لأن الله كان دائمًا موجودًا، يمكننا أن نثق أنه سيكون موجودًا دائمًا، وأن المستقبل آمن لأولئك الذين يضعون ثقتهم فيه (مزمور 9:10؛ أمثال 30:5).
English
كم عمر الله؟