السؤال
هل يوجد ما أستطيع أن أفعله لكي أضمن لنفسي طول العمر؟
الجواب
"أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، الَّتِي هِيَ أَوَّلُ وَصِيَّةٍ بِوَعْدٍ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ، وَتَكُونُوا طِوَالَ الأَعْمَارِ عَلَى الأَرْضِ" (أفسس 6: 2-3). في هذا المقطع يقتبس الرسول بولس ما جاء في الوصايا العشر، في خروج 20: 12 بالتحديد: "اكْرِمْ ابَاكَ وَامَّكَ لِتَطُولَ ايَّامُكَ عَلَى الارْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ الَهُكَ." وهذه هي المرة الوحيدة التي يشير فيها الله إلى طول العمر كمكافأة من أجل شيء نفعله. فهل هذا الوعد بطول العمر مقابل إكرام الوالدين حقيقي؟ وإذا كان الأمر كذلك، لماذا يعتبر الله إكرام الوالدين بهذه الأهمية حتى أنه يجعل مكافأته هي طول العمر؟
أولاً، نعم، هذا الوعد حقيقي، ولكن ليس بصفة شاملة. فيوجد أناس أكرموا والديهم ولكنهم ماتوا صغاراً. ويوجد آخرين لم يكرموا والديهم ولكنهم عاشوا حياة طويلة. لذلك، فهذا مبدأ صحيح بصورة عامة. فإنك إذا أكرمت والديك سوف يكافئك الله، بصورة عامة، بحياة مديدة. ولكن هذا الوعد لا يتخطى قرارات أخرى نأخذها ولها تأثير على مدة حياتنا. فعلى سبيل المثال، لو أن شخصاً أكرم والديه، ولكنه قرر أن ينتحر، فإن فعل الإنتحار "يلغي" مكافأة الحياة المديدة. ويمكن أن يقال المثل عن الذين يشتركون في أفعال متهورة وخطيرة. إن مكافأة الله لك بطول العمر من أجل إكرامك لوالديك، لا تجعلك محصناً بطريقة معجزية ضد الإصابات أو الموت.
مرة أخرى، إن مكافأة طول العمر من أجل إكرام الوالدين هو مبدأ عام، ولكنه ليس حقيقة شاملة. إن الله يعتبر أن طريقة معاملة الطفل لوالديه أمر هام لهذا فإنه عادة يكافيء من يكرمون والديهم بطول العمر. لقد حثَّ سليمان الأبناء على إحترام والديهم (أمثال 1: 8؛ 13: 1؛ 30: 17). ويصف إرميا 35: 18-19 كيف بارك الله الركابيين من أجل طاعتهم لوالدهم. إن عصيان الوالدين هو أحد سمات من يتمردون على الله (رومية 1: 30؛ تيموثاوس الثانية 3: 2). وهذا يأتي بنا إلى النقطة الثانية. لماذا يعتبر الله إكرام الوالدين بهذه الأهمية حتى أنه يجعل مكافأته هي طول العمر؟
يوجد على الأقل سببين وراء الأهمية التي يعلقها الله على إكرام الوالدين. أولاً، إن الله يأتمن الوالدين على مسئولية تربية أبنائهم بطريقة مرضية لله. إن دور الوالدين ليس سهلاً. إنها مهمة مؤلمة، ومجهدة، ومكلفة، وغالباً ما لا تجد تقديراً. وعندما لا يدرك الطفل التضحيات التي يقوم بها الوالدين من أجله ويكون ممتناً لهما، فهذه إساءة لمكانة السلطة والقيمة التي منحها الله للوالدين. وهذا يشبه طريقة تجاوبنا مع الحكومة (رومية 13: 1-7). إذا كان الله قد وضعنا تحت سلطان، فإن التمرد ضد هذا السلطان هو تمرد ضد الله نفسه.
السبب الثاني الذي يريدنا الله أن نكرم والدينا من أجله هو أن علاقتنا مع والدينا الأرضيين هي صورة لعلاقتنا مع أبونا السماوي. فعلى سبيل المثال، تقارن رسالة العبرانيين 12: 5-11 التأديب الذي يتلقاه الطفل من الوالدين بالتأديب الذي يتلقاه المؤمنين بالمسيح من الله. وكما أن والدينا هما أبوينا البيولوجيين، فإن الله هو خالقنا. فنحن أبناء الله وأبناء والدينا أيضاً. لهذا فإن عدم إكرام والدينا هو تشويه للصور التي يجب أن تكون عليها علاقتنا مع أبونا السماوي.
هل تريد أن تعيش حياة مديدة؟ أكرم اباك وأمك. لماذا؟ لأن الله وضعك تحت سلطانهما وإرشادهما، ولأن إتجاه قلبك من نحو والديك يبين إتجاهك نحو الله. وفي حين أن المكافأة ليست أمراً شاملاً – وفي حين أنها لا تتخطى كل القرارات الأخرى التي تصنعها – إلا أنها حقيقية بصفة عامة. فإذا أردت أن تعيش حياة طويلة، أكرم اللذين منحاك الحياة أولاً. English
هل يوجد ما أستطيع أن أفعله لكي أضمن لنفسي طول العمر؟