السؤال
ماذا يعني أن نسهر ونصلي؟
الجواب
استخدم يسوع عبارة "اسهروا وصلوا" في مناسبتين مختلفتين. كانت واحدة منهما في الليلة التي سبقت الصلب. أخذ يسوع تلاميذه معه إلى بستان جثسيماني، حيث صلى "إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ ٱلْكَأْسُ" (متى 26: 39). وبعد الصلاة وجد تلاميذه نائمين. لقد حزن لأنهم لم يتمكنوا من الصلاة معه حتّى لمدة ساعة وحذرهم قائلًا: "اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَة.ٍ أَمَّا ٱلرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا ٱلْجَسَدُ فَضَعِيفٌ" (متى 26: 41).
نجد موضع آخر تذكر فيه عبارة "اسهروا وصلوا" في وقت سابق من خدمة يسوع عندما تنبأ عن الأيام الأخيرة. يشرح الفصل 21 من انجيل لوقا العديد من هذه الأحداث، ويحذر يسوع من أنها ستحدث فجأة: "فَٱحْتَرِزُوا لِأَنْفُسِكُمْ لِئَلَّا تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ فِي خُمَارٍ وَسُكْرٍ وَهُمُومِ ٱلْحَيَاةِ، فَيُصَادِفَكُمْ ذَلِكَ ٱلْيَوْمُ بَغْتَةً. لِأَنَّهُ كَٱلْفَخِّ يَأْتِي عَلَى جَمِيعِ ٱلْجَالِسِينَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ ٱلْأَرْض" (لوقا 21: 34 - 35). ثم يقول: "اِسْهَرُوا إِذًا وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ، لِكَيْ تُحْسَبُوا أَهْلًا لِلنَّجَاةِ مِنْ جَمِيعِ هَذَا ٱلْمُزْمِعِ أَنْ يَكُونَ، وَتَقِفُوا قُدَّامَ ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ" (الآية 36).
"اسهروا وصلوا". الكلمة المترجمة "اسهروا" تعني "أن يكون لديك يقظة الحارس في الليل." يجب أن يكون الحارس الليلي أكثر يقظة من الحارس النهاري. في النهار، غالبًا ما يمكن رصد الخطر من مسافة بعيدة. لكن في الليل كل شيء مختلف. يجب على الحارس الليلي استخدام حواس أخرى غير البصر لاكتشاف الخطر. غالبًا ما يكون وحيدًا في الظلام وبدون الدفاعات التي يستخدمها في غير ذلك الوقت. قد لا تكون هناك مؤشرات على هجوم العدو حتى يحدث، لذلك يجب أن يكون شديد اليقظة، متوقعًا الهجوم في أي لحظة. هذا هو نوع السهر الذي تحدث عنه يسوع.
حذرنا يسوع من أنه من السهل جدًا تشتيت انتباهنا بالأمور الجسدية وسوف نوجد غير منتبهين إذا لم ندرب أنفسنا باستمرار. غلب النعاس على التلاميذ في بستان جثسيماني. تغلبت حاجتهم الجسدية على رغبتهم في طاعته. وقد حزن عندما رأى ذلك، وهو يعلم ما ينتظرهم. فإذا لم يبقوا يقظين روحيًا، وفي انسجام معه (يوحنا 15: 5) ومستعدين لإنكار الجسد، فإن الشرير سوف يهزمهم (بطرس الأولى 5: 8).
يجب على تلاميذ يسوع اليوم أيضًا أن يسهروا ويصلوا. فمن السهل أن يشتت انتباهنا هذا العالم واحتياجاتنا الجسدية ورغباتنا ومخططات العدو (كورنثوس الثانية 2 :11). عندما تبتعد أعيننا عن يسوع وعودته قريبًا، تبدأ قيمنا في التحول، ويتشتت انتباهنا، وسرعان ما نعيش مثل العالم ونؤتي ثمارًا قليلة لملكوت الله (تيموثاوس الأولى 6: 18-19). لقد تم تحذيرنا لكي نكون مستعدين في أي لحظة للوقوف أمامه وتقديم تقرير عن حياتنا (رومية 14: 12؛ بطرس الأولى 4: 5؛ متى 12: 36).
"اسهروا وصلوا". لا يمكننا أن نبقى أمناء إلا عندما نكرس أنفسنا للصلاة. في الصلاة، نسمح لله باستمرار أن يغفر لنا ويطهرنا ويعلمنا ويقوينا لطاعته (يوحنا 14: 14). ولكي نسهر، يجب أن نصلي من أجل الثبات والتحرر من التشتيت (عبرانيين 12: 2؛ لوقا 18: 1؛ أفسس 6: 18). يجب أن نصلي بلا انقطاع (تسالونيكي الأولى 5: 17). عندما نعيش منتظرين مجيء الرب، ونتوقع الاضطهاد حتى ذلك الحين (تيموثاوس الثانية 3: 12؛ متى 24: 9؛ بطرس الأولى 4: 12)، فمن الأرجح أن نحافظ على حياتنا طاهرة وقلوبنا جاهزة للقائه.
English
ماذا يعني أن نسهر ونصلي؟