الجواب:
يقول سفر التكوين 1: 1 "خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالارْضَ". ثم نجد في رسالة كولوسي 1: 16 تفاصيل أكثر بأن الله خلق "كل الأشياء" بيسوع المسيح. لذلك، تعلمنا كلمة الله بوضوح أن يسوع هو خالق الكون.
يصعب فهم سر الإله المثلث الأقانيم، ولكنه أحد التعاليم العقائدية التى تعلنها كلمة الله. فنجد الكتاب المقدس يدعو الله الآب ويسوع المسيح الراعي، القاضي، المخلص. كما يُدعى كليهما "الذي طعنوه" – في نفس الآية (زكريا 12: 10). يسوع هو صورة الله الآب، وله نفس طبيعته (عبرانيين 1: 3). وبصورة ما، فإن كل ما يفعله الآب يفعله الإبن والروح القدس أيضَا، والعكس صحيح. فهم في إتفاق تام في كل لحظة، فالثلاثة إله واحد (تثنية 6: 4). تساعدنا معرفة أن يسوع هو الله، وله كل صفات الله، في فهم أن يسوع هو الخالق.
"فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ" (يوحنا 1: 1). توجد ثلاث أمور هامة في هذه الآية تتعلق بيسوع والآب: 1) يسوع كان "في البدء" – كان موجودًا عند الخليقة. فيسوع موجود منذ الأزل مع الله. 2) يسوع مختلف عن الآب – فقد كان "مع" الله. 3) يسوع يتحد مع الآب في طبيعته – كان "هو الله".
تقول رسالة العبرانيين 1: 2 "كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ — الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ". يسوع هو ممثل الله في الخليقة؛ فالكون قد خلق "بواسطته". كان للآب والإبن دورين مختلفين في الخليقة ولكنهما عملا معًا لخلق الكون. يقول يوحنا: "كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ" (يوحنا 1: 3). ويكرر الرسول بولس نفس الفكرة: "لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ" (كورنثوس الأولى 8: 6).
الروح القدس، الأقنوم الثالث في اللاهوت، كان أيضًا عاملاً في الخليقة (تكوين 1: 2). وبما أن الكلمة العبرية بمعنى "روح" تترجم أحيانًا "ريح" أو "نسمة" فيمكننا أن نرى دور الأقانيم الثلاثة في آية واحدة: "بِكَلِمَةِ الرَّبِّ صُنِعَتِ السَّمَاوَاتُ وَبِنَسَمَةِ فَمِهِ كُلُّ جُنُودِهَا" (مزمور 33: 6). وبعد دراسة مدققة لكلمة الله، يمكننا القول أن الله الآب هو الخالق (مزمور 102: 25)، وقد خلق العالم من خلال يسوع، الذي هو الله الإبن (عبرانيين 1: 2).
