الجواب:
لا يعلّم الكتاب المقدّس بوجود "أم سماوية". الله هو "الآب السماوي" (لوقا 11: 2). وتصوّر الكنيسة كعروس، محبوبة من المسيح (أـفسس 5: 25-33).
مفهوم "الأم السماوية" التي هي عروس المسيح "الحقيقية" هو مفهوم تعلّمه جمعية ارسالية كنيسة الله العالمية (World Mission Society Church of God)، وهي بدعة كورية أسسها آهن سانج-هونج عام 1964. تؤمن جمعية ارسالية كنيسة الله العالمية أن آهن سانج-هونج كان هو المجيء الثاني للمسيح. وعندما مات في عام 1985، تولت القيادة "زوجته الروحية" زانج جيل-جاه، وأطلقت على نفسها لقب "الأم السماوية" مقتبسة آيات مثل رؤيا 21: 9-10؛ 22: 17؛ وأيضًا غلاطية 4: 26.
يصف سفر الرؤيا أورشليم الجديدة كعروس جميلة مزينة ببهاء. تبين الآيات 9-10 أن "عروس الحمل" وأورشليم الجديدة مصطلحان مترادفان. من الواضح أن أورشليم الجديدة هي مدينة وليست شخصًا. والمدينة هي مجموعة من الناس، وليست فردًا؛ وفي هذه الحالة، المدينة هي الكنيسة، مفديو الرب الساكنون في مدينة الله السماوية. لذا، "عروس" الحمل هي صورة بلاغية، غير حرفية.
تقول رسالة غلاطية 4: 26 "أما أورشليم العليا، التي هي أمنا جميعًا، فهي حرّة". هذه آية محيّرة عندما تؤخذ خارج سياقها. ولكن، السياق يجعل معناها واضحًا. يقارن الرسول بولس هنا بين العهدين القديم والجديد. وللتوضيح، يقارن بين هاجر (جارية إبراهيم) وسارة (زوجة إبراهيم). تمثل هاجر عبودية الناموس، وكان ابنها إسماعيل، ابن الناموس والعبودية. تمثل سارة الحرية، وكان ابنها إسحاق ابن الموعد والحرية. ما يقوله بولس هنا هو أن "المولودين" من سيناء (تحت العهد القديم والناموس) هم في عبودية، بينما "المولودين" من أورشليم السماوية (تحت نعمة العهد الجديد) هم أحرار. لذا يمكن تفسير الآية 26 كالتالي: "نحن، مثل إسحاق، أبناء الموعد؛ لسنا تحت الناموس؛ بل مواطنين مولودين أحرارًا في مدينة المسيح السماوية".
وهكذا، "الأم" في رسالة غلاطية 4: 26 ليست امرأة بالمعنى الحرفي. يل، هي رمز يمثل ملكوت المسيح. سفر اشعياء 49: 17-21 هو مقطع كتابي آخر يصوّر مدينة الله وساكنيها كأم وأولادها. أي إنسانة تزعم أنها "الأم السماوية" أو تدّعي كونها "عروس المسيح" بالمعنى الحرفي هي خادعة.
جمعية ارسالية كنيسة الله العالمية هي بالقطع بدعة. وتعتبر هرطقة "الأم السماوية" مجرد واحدة من تعاليمها الكثيرة الكاذبة.
