كانت طبيعة علامة قايين موضوعاً للجدل والتكهنات. فالكلمة العبرية المترجمة "علامة" هي 'owth وتشير إلى "علامة، إشارة، رمز". وقد إستخدمت نفس الكلمة في التوراة حوالي 79 مرة وترجمتها غالباً "علامة". إذاً الكلمة العبرية لا تحدد طبيعة العلامة التي وضعها الله على قايين. فأياً ما كانت، فهي علامة لعدم قتل قايين. يقترح البعض أن تلك العلامة كانت ندبة، أو وشماً. أياً ما كان الحال، فإن تحديد طبيعة العلامة لم يكن هو جوهر هذا المقطع. كان الجوهر هو أن الله لا يسمح للناس أن يثأروا من قايين. وأياً ما كانت العلامة التي وضعت على قايين، فقد أدت الغرض منها.
في الماضي كان يعتقد أن علامة قايين كانت بشرة داكنة – أي أن الله غير لون بشرة قايين لتصبح سوداء بهدف تمييزه. وبما أن قايين تلقى أيضاً لعنة، فإن الإعتقاد بأن العلامة كانت البشرة السوداء جعل الناس يظنون أن أصحاب البشرة الداكنة ملعونين. إستخدم الكثيرون التعليم عن "علامة قايين" كمبرر لتجارة العبيد الأفارقة والتمييز ضد أصحاب البشرة الداكنة/السوداء. هذا التفسير لعلامة قايين هو تفسير غير كتابي بالمرة. فلا تستخدم كلمة 'owth في الكتاب المقدس للإشارة إلى لون البشرة. ولعنة قايين المذكورة في سفر التكوين 4 هي لعنة على قايين نفسه. ولم يذكر شيء عن إنتقال اللعنة إلى نسله. فلا يوجد أي أساس كتابي للإدعاء بأن نسل قايين كان لهم بشرة داكنة. وفوق هذا، فإنه ما لم تكن زوجة أحد أبناء نوح من نسل قايين (وهذا أمر ممكن ولكنه غير محتمل)، فإن سلالة قايين إنتهت بالطوفان.
ماذا كانت العلامة التي وضعها الله على قايين؟ لا يخبرنا الكتاب المقدس شيء عنها. أما معنى العلامة، الذي هو ألا يقتل أحد قايين، فكان أهم من طبيعة العلامة نفسها. أياً كانت العلامة، فإنها لم تكن مرتبطة بلون البشرة، أو لعنة على نسل قايين. إن إستخدام علامة قايين كحجة أو عذر لممارسة التمييز والعنصرية هو أمر غير كتابي بالمرة.