الجواب:
التناسخ هو مفهوم في الفلسفة اليونانية يتعلق بالتجسد مرة أخرى وانتقال الروح. وهو فكرة مفادها أنه عندما يموت شخص ما، تنتقل روحه إلى جسم آخر، سواء كان جسم إنسان آخر أو جسم حيوان. لا يوجد أي أساس كتابي للتناسخ.
نشأت نظرية التناسخ مع فيثاغورس ومعلمه فيريسايدس السيرياني، ولكن شعبية المفهوم تعود إلى تبني أفلاطون له. وفقًا لرؤية أفلاطون، هناك عدد ثابت من الأرواح الموجودة، وهذه الأرواح تنتقل من جسم إلى آخر، سواء كان بشريًا أو حيوانيًا، دون أن تُفنى. أحيانًا تنتقل هذه الأرواح إلى عالم خالد قبل أن تعود إلى العالم الفاني، وتجلب معها المعرفة. في جمهورية أفلاطون، يذهب روح محارب يُدعى "إير" إلى السماء ويرى أرواح الأموات يختارون أجسامًا جديدة. يرى إير الحيوانات الأليفة تختار أن تكون وحشية والعكس بالعكس، والرجال يختارون أن يكونوا طيورًا، والطيور تختار أن تصبح رجالًا، والآلهة تختار أن تصبح رياضيين. بعد أن تختار الروح، تشرب من نهر "ليثي" وتُرمى إلى الأرض كالنجم لتولد من جديد.
لا يزال العلماء غير متأكدين مما إذا كان أفلاطون يعتقد فعلاً في التناسخ أو إذا كانت قصصه تهدف إلى أن تكون رمزية. التناسخ يختلف عن التقمص في أن التناسخ يعتمد على رغبة الروح في تجارب جديدة بدلاً من أن يكون نتيجة للحكم. في نظرية التقمص، تحدد الأفعال الجيدة أو السيئة في الحياة نوع الجسم الذي يُخصص في الحياة القادمة. يناسب التناسخ الفلسفة اليونانية والأساطير بشكل عام؛ في الأساطير اليونانية، غالبًا ما يتخذ الآلهة شكل الإنسان والحيوان لتحقيق أهدافهم.
فكرة التناسخ أو التقمص لا توجد في الكتاب المقدس. في بعض الأحيان، اتخذت الكائنات الروحية شكل البشر أو الحيوانات للتأثير على البشر. ظهر الشيطان لإيوا كحية ليدبر السقوط (تكوين 3: 1-7). وظهرت الملائكة المقدسة أحيانًا في شكل بشر (مرقس 16: 5). ويبدو أن الملائكة الساقطة قد اتخذت شكل بشر في وقت ما لتتزاوج مع النساء البشر لينجبوا نسلًا عملاقًا وشريرًا يُسمى "النيفلين" (تكوين 6: 1-4). لكن لا يمكن اعتبار أي من هذه الحالات تناسخًا.
يعلم الكتاب المقدس أن لكل روح بشرية حياة واحدة؛ وبعد الموت، تواجه الروح الحكم (عبرانيين 9: 27). لا يوجد رجوع في جسم آخر لأي سبب كان. يقدم يسوع منظورًا حكيمًا: "سأريكم من يجب أن تخافوا منه: خافوا منه الذي بعد أن يُقتل جسدكم له السلطة أن يلقاكم في الجحيم. نعم، أقول لكم، خافوا منه" (لوقا 12: 5).
